مع حلول رمضان، يطلّ تلفزيون «المستقبل» على جمهوره بحلّة جديدة، ويجمع لوغو موحد القناتين الحمراء والزرقاء. سيوّدع السياسة ويكتفي بالأخبار، ينهي رحلة برامجه الحواريّة كلها، ويعلن مقاطعته سوريا دراميّاً، ويستنجد بمصر ونجومها المخضرمين والشباب. هكذا، تُختتم في منتصف تموز (يوليو) برامج «الاستحقاق» مع علي حمادة، و«انترفيوز» مع بولا يعقوبيان، و«بدون زعل» مع ريما كركي، و«سيرة وانفتحت» مع زافين قيومجيان العائد في موسم الخريف بالنسخة العربيّة من برنامج Sans aucun doute.
تعد المحطة ببرمجة رمضانية منوّعة «تجذب العائلة العربية واللبنانية بكل مكوّناتها». تجمع في سهراتها أهل الفن، والثقافة، والإعلام، والسياسة، ومصممي الأزياء والديكور، وتقدّم الكوميديا والمقالب والمسابقات. وراهن على محمود عبد العزيز في «باب الخلق» للمخرج عادل أديب، وعلى يوسف الشريف، ودرّه، ودارين حمزة في «زي الورد» للمخرج سعد هنداوي.
وتقدم المحطة في كل ليلة من ليالي رمضان، برنامج «وبعدها السهرة عنا» الذي يقدّم بعيداً عن الرسميات المعهودة في البرامج الحواريّة الأخرى. يقام البرنامج (22:00) خارج الاستديو، ويستقبل في كل حلقة مجموعة من الضيوف من مختلف الميادين: الفنيّة، والثقافيّة، والإعلاميّة، والسياسيّة، وتصميم الأزياء، وتصميم الديكور وغيرها. وفيما يؤكد البيان الصادر عن المحطة أنّ «البرنامج سيتناوب على تقديم حلقاته مجموعة من مقدمي البرامج على الشاشة»، تبقى أسماء المقدمين مجهولة، فيما يؤكد مصدر من داخل المحطة أن الحلقات سيسند تقديمها إلى جوزيف حويك. ويجري البحث حاليّاً عن مذيعة تشاركه التقديم، تحلّ بديلة لكارن سلامة شلهوب، التي لن تظهر بسبب حملها.
ويعود ميشال العشّي في رمضان بمجموعة من المقالب الطريفة في برنامج «فلينة». تعتمد المقالب على مفاجأة الناس بأمور غريبة وغير منطقية، وخدع بصريّة تولد ردات فعل مضحكة. وسيبدأ عرض البرنامج في الأول من آب (أغسطس). وهناك برنامج آخر هو «بيعنا ياها» (يوميّاً 18:00) الذي يبحث عن ثلاثة مشتركين في شوارع المدن، سيجيبون عن أسئلة معلومات عامة، تتيح لهم الحصول على مبالغ ماليّة تخولهم متابعة اللعبة. ومن شروط البرنامج، صرف مبلغ معين في مدة ساعتين يُستخدم في شراء ثياب للمارة ليرتدوها بأنفسهم ويحكم على خياراتهم اختصاصي في الموضة. ويخصص «المستقبل» فقرة دينية تبدأ مع برنامج «قبل الغروب» الديني الذي يتضمن مجموعة فقرات هي: «تقرير خاص» من وحي شهر الصوم، و«حوارات اسلامية وسير»، و«صحة الصائم»، و«مسابقة القارئ العربي» في تلاوة القرآن. كذلك يعرض برنامج «قصص الإنسان في القرآن» (يوميّاً 18:30) بالتزامن مع عرضه على قناة «الحياة» المصريّة. علمأً أنّه مسلسل كرتون يتألف من ثلاثين حلقة، تبلغ مدة الحلقة الواحدة نصف ساعة، وقد نُفِّذت بتقنية الرسوم المتحرّكة الثنائية الأبعاد، ترافقها خلفيات بتقنية ثلاثية الأبعاد وصورة HD. ويقوم يحيى الفخراني بدور الراوي في العمل.
وأهم ما تراهن عليه المحطة هو المسلسلات. وإذ لم يسمح لها الوقت ولا الميزانية بإنتاج عمل محلي، قرّرت أن تقاطع الدراما السوريّة وتكتفي بعملين مصريين. أحدهما من إنتاج شركة «سيدرز آرت بروداكشن» (صادق الصباح)، والثاني هو «باب الخلق» (يوميّاً 21:00)، الذي يعيد النجم محمود عبد العزيز إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب سبعة أعوام منذ مسلسل «محمود المصري». ويشاركه بطولة المسلسل الجديد صفية العمري، ودينا، وتامر هجرس، وأحمد فلوكس، وعزت أبو عوف، والممثلة السوريّة سوزان نجم الدين. يروي المسلسل، الذي ألّفه محمد سليمان، وأخرجه عادل أديب، قصة محفوظ عبد الحميد زلطه، وهو نموذج الشخصية السعيدة الحظ، التي تؤدي الظروف والمعطيات دوراً إيجابياً في حياتها، فتمنحها فرصاً استثنائية تجعل أيامها نعيماً، غير أن لحظة عودة بطل الرواية الى مصر بعد عمله في دول الخليج، ستكون محطة مفصلية، تبدّل حياته بشكل جذري، وتجعله ارهابياً من الطراز الأول. وهناك أيضاً مسلسل «زي الورد»من كتابة فداء الشندويلي وإخراج سعد هنداوي، وهو يقع في 60 حلقة، سيعرض منها 30 في رمضان، والبقيّة تعرض في موعد لاحق. إلى جانب يوسف الشريف ودره التونسية ودارين حمزة، يشارك في بطولة العمل كل من ياسمين المليحي، وصلاح عبد الله، ومحمد نجاتي، وهاني عادل، وعلي منيمنة، ورحمة، وأحمد داوود. تبدأ قصة العمل عندما يسمع علي من والدته المحتضرة، حقيقة ستقلب حياته رأساً على عقب. يكتشف أنّ أباه الحقيقي هو ربيع حمزاوي رجل الأعمال والسياسي المشهور، وأنه هرب منها منذ ثلاثين سنة، بعدما ارتبط بها بعقد عرفي. يسافر الشاب إلى القاهرة ليواجه أباه ويأخذ منه حقه، غير أن الأحداث ستسير عكس ما تشتهي سفن علي، وتشهد تطورات دراماتيكيّة.
استطاع «المستقبل» أن يكون أولى القنوات اللبنانيّة التي تعلن برمجتها الرمضانيّة رسميّاً، لكنّ هذه البرمجة لا تأتي على مستوى طموحات المشاهد العادي، الذي ظن أن عودة المحطة بحلتها الجديدة ستكون أكثر تميّزاً. غير أن المتابع لأوضاعها يدرك أنّ الازمة الماليّة التي تتخبط بها، تمنعها من السخاء على أول لقاء لها مع جمهورها.