الجزائر | بعد ظهور فضائيات جزائرية خاصة في الأشهر الماضية، حان وقت المنافسة الفعليّة بينها. وبما أنّ رمضان يعدّ موسماً تلفزيونياً بامتياز، فهو سيكون المحك لغربلة القنوات الجديدة في الشارع الجزائري. وقد دخلت المنافسة هذا الموسم محطات «الشروق»، و«الجزائرية»، و«النهار»، و«الهقار»، علماً بأن الأخيرتين إخباريتان.
غير أن العاملين في «النهار»، أكّدوا توجه صاحب القناة الإعلامي محمد مقدم الشهير بأنيس رحماني، تحويلها إلى فضائية عامة، مع بداية شهر الصوم، وخصوصاً بعد تقديم المحطة برنامجين دينيين أخيراً، وجدا ترحيباً من الشارع. وفيما لا يزال الجزائريون ينتظرون رمضان لمتابعة فضائيات «جيرانهم» المغاربة والتوانسة، وخصوصاً قناتي «نسمة» التونسية و2M المغربيّة، يطرح سؤال: هل يبقى الجزائريون أوفياء لعادتهم، أم أن الفضائيات الجزائرية الخاصة ستتمكن من التغيير؟
وكانت القنوات الجديدة، انطلقت منذ فترة في تحضيراتها لرمضان، وما زال المنتجون يعرضون أعمالهم على القنوات الرسمية خوفاً من خوض المغامرة مع القنوات الوليدة. وفي هذا السياق، منحت لجنة القراءة في التلفزيون الحكومي موافقتها على عدد من الأعمال، أولها «قهوة ميمون»، وهو سيتكوم للمخرج جعفر قاسم صاحب مسلسل «الجمعي فاميلي» الذي واجه عاصفة من الانتقادات بسبب ضعف السيناريو. في عملهما الكوميدي الجديد الذي سيبثه التلفزيون الجزائري، يراهن قاسم ومنتج العمل سيد أحمد قناوي على الممثل الكوميدي مصطفى هيمون المعروف محليّاً بـ«مصطفى غير هاك»، نسبة إلى دوره في السلسلة الكوميدية «بلا حدود» في التسعينيات. ويعالج المسلسل قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية، بمشاركة فنانين بعضهم يغيب عن الساحة منذ سنوات، إضافة إلى مجموعة من نجوم أغنية الراي. وأكد قاسم لـ«الأخبار» انتهاءه من تصوير «قهوة ميمون» الذي حصل على موافقة التلفزيون، وأُنجز بالكامل قبل شهر من حلول رمضان. كذلك أنهى الممثل مصطفى هيمون تصوير سلسلة كوميدية هي «كيفاش وعلاش»، لكنها لم تحصل على الموافقة للعرض حتى الآن، ما سيدفع منتجها إلى التعاقد مع القنوات الخاصة. وسيعرض التلفزيون الرسمي مسلسلات تعالج الإشكاليات المعاصرة للأسرة الجزائرية، منها «نور الفجر» للمخرج عمار تريباش، وبطولة محمد عجايمي، و«دموع القلب» للمخرج بشير سلامي وبطولة بهية راشدي والممثلة الصاعدة إيمان نوال، و«الحب والموت» للمخرج كمال دحماني، ثم «شمس الحقيقة» للمخرج الشاب مصطفى حجاج، وبطولة الممثلة المسرحية فضيلة حشماوي، فضلاً عن الدراما الاجتماعية «الصخرة»، و«الأربعة» للمخرج هواري مسري وهو من النوع البوليسي. وتنافس هذه الأعمال على الظهور في وقت الإفطار وخلال السهرة. والمرشح الأقوى للفوز بساعة الذروة هو مسلسل «دموع القلب» الذي يتحدث عن مشاكل الإرث في العائلات الجزائرية. في هذا الوقت، تنتظر قناة «الجزائرية» التي يملكها رجل الأعمال رياض رجدال، انتهاء معركة العرض على التلفزيون الحكومي للتفاوض مع الخاسرين. أما فضائية «الشروق»، فقد حددت خياراتها في أول امتحان رمضاني لها، وتعاقدت على الدراما الاجتماعيّة «الوجه الآخر» من بطولة وتأليف الممثلة جميلة عراس التي ارتبط اسمها بأعمال درامية ناجحة، فضلاً عن تعاقد «الشروق» مع الممثل مراد خان لتقديم عمله الخاص بالكاميرا الخفية، وسيتكوم «سبيطار» (المستشفى) الذي يضمّ عدداً من نجوم الكوميديا في الجزائر. وفيما لن تجد الدراما المصريّة طريقها إلى الفضائيات الجزائريّة بسبب الأزمة الكروية الشهيرة التي دفعت القنوات التلفزيونية إلى عدم المغامرة في التعاقد على أعمال مصرية، تفاوض «الشروق» حاليّاً على شراء حقوق بثّ المسلسل السوري «زمن البرغوث» حصريّاً في الجزائر. كذلك يعرض التلفزيون الرسمي «دليلة والزيبق 2».