ضمن حفلة تشارك فيها فرقة «سكرامبلد إغز»، وادوارد عباس من «فريق الأطرش» وضيوف آخرون، ستُفتتح أول محطة إذاعية على الإنترنت، تصب اهتمامها على الموسيقى غير التجارية المهمشة في المنطقة. إنّه «راديو بيروت» الذي سيبثّ على الانترنت داخل غرفة زجاجية في مقهى يحمل اسم الراديو (مار مخايل، النهر ــ بيروت)، ويُفتتح في الثالث من تموز (يوليو) لتعريف الناس والموسيقيين إلى الموقع وكيفية المشاركة فيه وتفعيله.
هو حلم راود أحد القيمين على الراديو، والمبادرين الأساسيين إلى إطلاقه. منذ سنوات، وجهاد سمحات يعمل ويجمع حوله كل مَن شاركه الشغف بالراديو. بدأوا العمل وتجهيز المكان مع مجموعة من الاعلاميين والموسيقيين. وها هم يطلقون الموقع الذي يبثّ أغنيات مهمشة على أثير الإذاعات.

يسعى العاملون في الموقع على أن يكون أيضاً مساحة بتصرف الموسيقيين المعروفين أو الجدد، يضعون موسيقاهم، وأعمالهم وصورهم، وللمستمع حرية الاختيار بين البث الحي أو الاستماع الى المكتبة الموسيقية التي ستطلب المحطة مساهمة المؤلفين وأصحاب الحقوق فيها. وسيكون الراديو أيضاً منصّة لهواة مقدمي البرامج الاجتماعية أو الثقافية، لتنفيذ أفكارهم ضمن فقرات الإذاعة. وسيسعى فريق العمل الى خلق تفاعل بين الجمهور والموسيقي، وبين الموسيقيين أنفسهم.
إذاً، لست بحاجة الى ضبط ارسال جهازك، بل تحتاج فقط الى سرعة شبكة الانترنت. من خلال هذه المبادرة الإعلامية الجديدة في الوسط الثقافي، ستستمع مباشرة الى الراديو الذي كشف القائمون عليه عن بعض برامجه، كبرنامج يبث الأغنيات الطربية كل ليلة خميس، وآخر لبث الموسيقى الشعبية أو الفولكلورية من أغلب البلدان، وبرنامج يستضيف فنانين من المنطقة ويضيء على أعمالهم، بالاضافة الى البث الدائم لأغنيات بكل اللغات.


* إطلاق «راديو بيروت»: 8:00 مساء الثالث من تموز (يوليو) ـــ مار مخايل، النهر ــ بيروت ــــ http://www.radiobeirut.net



معارض وأنشطة

يختلف «راديو بيروت» عن غيره من المواقع التي تنشر الأغنيات على الانترنت. هو موقع يقدّم معلومات وبرامج ولقاءات حوارية ثقافية «مسموعة»، ويغطّي النشاطات الثقافية. أيضاً، الى جانب الاستديو الصغير الذي ستجري فيه اللقاءات داخل مقهى «راديو بيروت»، ستقدم المحطة خشبة صغيرة لاستضافة العروض الموسيقية من دون أن تربط المستمع «أونلاين» بما يجري داخل المكان. هكذا، يمكن لمتصفحي الموقع أو المتسكعين في المقهى أن يسمعوا البرنامج نفسها، أو أن يستمع كل فريق الى برنامج مختلف. أما المساحة المخصصة للإعلانات، فستحاول أن تدق أبواب التجار الصغار أيضاً كأصحاب الدكاكين والمحال في العاصمة وخارجها مع تسويقها بطريقة طريفة. وسيخصص المقهى أو البار جدرانه كل شهر لعرض لوحات وصور فنان من المنطقة.



سيرة نازع ألغام

بعدما أمضى جهاد سمحات (1978) معظم حياته في الولايات المتحدة الأميركية، قرر ابن عيناتا (جنوب لبنان) العودة نهائياً الى بلده عام 2000، حاملاً خبرته في نزع الألغام، حيث جنّد طاقاته مع قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في نزع الألغام في الجنوب.
لطالما كانت الموسيقى شغفه الأكبر. وجد جهاد أنّ الراديو في لبنان يهمش فئة كبيرة من الموسيقيين، والأغنيات التي تستحق أن تطرق آذان المستمعين، كما شعر بهوّة كبيرة بين الشباب ومعظم الإذاعات الموجودة. لذا كانت تراوده هذه الفكرة منذ أكثر من خمس سنوات. بدأ بتنفيذها بمساعدة منّة معصراني، الآتية من مصر ومن تجربة راديو «ساقية الصاوي» على الإنترنت. وستدير منة المشروع بمساعدة مجموعة أصدقاء في الوسط الإعلامي المرئي.