دمشق | تصبّ استقالة ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي في «اتحاد الكتاب العرب»، هم إبراهيم الجرادي، وقاسم المقداد، وغازي حسين العلي، في خانة الاحتجاج على دور هذه المنظمة في مواكبة الأحداث في سوريا. لكن الاستقالة، من جانبٍ آخر، تتعلق بالممارسات الفردية لرئيس الاتحاد حسين جمعة الذي استأثر باتخاذ قرارات «يشتمّ منها تبديد مقدرات الاتحاد المالية، وإصدار البيانات باسم الاتحاد من دون مرورها على أعضاء المكتب التنفيذي»، وفقاً لبيان الاستقالة الذي صدر أخيراً، حاملاً توقيع الكتّاب الثلاثة.
وأشار هؤلاء إلى أنّ أسباب استقالتهم إدارية في المقام الأول، بعدما تحوّل الاتحاد إلى «مجرد هيئة استثمار أو مكتب عقاري»، في تلميح إلى صفقة غامضة أنجزها رئيس الاتحاد مع أحد المقاولين بخصوص عقار تعود ملكيته إلى الاتحاد. ليست هذه القضية وحدها السبب في تفجير الخلاف بين رئيس الاتحاد وهؤلاء الكتّاب. يعدّد الشاعر إبراهيم الجرادي لـ«الأخبار» أسباباً كثيرة قادته إلى إعلان موقفه مع زميليه، أبرزها تهميش دور الاتحاد في الأحداث الجارية، إلى درجة «أننا لم نعد قادرين على الاستمرار في لعب دور شهود زور في منظمة مشلولة وعاجزة ومُفسدة»، وتفريغ هذه المنظمة من شخصيتها الاعتبارية بخضوعها لرغبات لا تليق بمنظمة ثقافية، كان بإمكانها أن تلعب دوراً سياسياً ووطنياً مؤثراً. ويتوقّف الجرادي الذي وصل إلى عضوية المكتب التنفيذي من موقعه ككاتب مستقلّ، أمام الواقع المزري لمطبوعات الاتحاد ودورياته التي تحتضر منذ زمنٍ طويل، إذ تتكدّس بمئات النسخ في المستودعات، جراء هيمنة من وصلوا إلى موقع القرار من «الأبواب الخلفية السوداء»، ما أدى إلى طمس الصورة الحقيقية في «مركز حراك ثقافي مهم». لكن غياب المحاسبة، مع تفشي المصالح الفردية، وتهميش الأعضاء، أوصلت عمل الاتحاد إلى طريق مسدود، حسب الجرادي. هكذا، غابت القضايا الثقافية الملحّة عن برامج الاتحاد، وشُغل بعض أعضاء المكتب التنفيذي في اجتماعاتهم الأسبوعية بالغنائم الصغيرة، من دون أن يلتفتوا جديّاً إلى تفعيل عمل الاتحاد في مواكبة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ 15 شهراً، واستعادة دوره الثقافي. ووفقاً للبيان، فإن الأمور لن تستقيم «من دون الدعوة إلى عقد مؤتمر عام استثنائي يضع حداً للخلل القائم». من جهة أخرى، أصدر «اتحاد الكتّاب العرب»، منذ أيام، قراراً بفصل الكاتب خطيب بدلة بسبب انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي في «رابطة الكتاب السوريين المستقلين» المعارضة. وبذلك، تتسع قائمة الأعضاء المفصولين من الاتحاد، إضافة إلى انسحاب عشرات الكتّاب من عضوية الاتحاد بتأثير مواقفهم من الانتفاضة.