القاهرة | هل ستحمل الأيّام المقبلة مفاجآت تغيّر جذرياً الخارطة الرمضانيّة للقنوات المصريّة الحكوميّة؟ ثمة من يتوقع أن فوز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسيّة، قد يؤدي إلى ضخ أموال إضافيّة في «ماسبيرو» (مبنى الإذاعة والتلفزيون)، تسهم في شراء أعمال كبار النجوم، وتحديداً المسلسلات التي لم يجرِ التعاقد عليها حصريّاً لمصلحة قنوات معيّنة، ومنها «الحياة» و«دريم» و«سي بي سي» و«النهار». وهو الأمر الذي قد لا ينطبق على حالة فوز الإخواني محمد مرسي بالرئاسة.
ورغم أنّ المسلسلات التي ستعرضها القنوات العامة والمتخصّصة حتى الآن، تضم مجموعة كبيرة من النجوم، منهم عادل إمام، وبوسي، وهاني رمزي، وأنغام، وداليا البحيري وسواهم، فإن كثافة الأعمال الرمضانيّة، يتوقع أن تدفع الجمهور إلى البحث عن أعمال النجوم عادل إمام، ويحيى الفخراني، ونور الشريف، وكريم عبد العزيز وأحمد السقّا أكثر من بقيّة المسلسلات.
ومنذ أيّام بدأت القنوات الرسميّة المصريّة (تضم الفضائيّة المصريّة والقناتين الأولى والثانية وقنوات «نايل دراما» و«نايل لايف» و«نايل كوميدي»)، مقدماتها الإعلانية، مبشّرة باقتراب موعد مذبحة الدراما السنويّة. غير أن معظم المسلسلات ينطبق عليها المثل المصري الشهير «العدد في اللمون»، أي إنّ قلة فقط قد تشجع المشاهدين على العودة إلى قنوات الحكومة.
حتى الآن، تبدو أزمة التلفزيون المصري لرمضان شديدة التعقيد، ولعل المنافسة قد تكون محسومة من البداية، وباعتراف مسؤولي قطاع «ماسبيرو» أنفسهم. هؤلاء يؤكدون أنّه لا أموال كافية لشراء مسلسلات النجوم، كما أنّ كبار الممثلين لا يهتمون بعرض أعمالهم على القنوات الحكوميّة، وخصوصاً القنوات التي تبث أرضيّاً فقط، فالمصريون وحتى في القرى النائية باتوا يملكون صحوناً لاقطة للفضائيات. أضف إلى ذلك أن المنتجين لا يتمتعون بالصبر لتحصيل أموالهم من الحكومة، التي تصل أموالها متأخرة، وخصوصاً أنّ حال القنوات الخاصة أفضل بكثير، وأصحاب النفوذ الذين كان النجوم يلجأون إليهم، ليسوا مستمرين في مواقعهم بعد الثورة. يضاف إلى كل ما سبق الانهيار الحاد في صدقيّة التلفزيون المصري، الذي خسر ثقة الجمهور قبيل الثورة وبعدها. وكان الحل أن تلعب قيادات «ماسبيرو» على الكم لا الكيف لتغطية المساحات في خريطة القنوات الحكومية في شهر الصوم. وقد عمد التلفزيون إلى شراء نجوم الصف الثاني والثالث، إلى جانب عدد محدود من نجوم الصف الأول، مع غياب الحصرية بالنسبة إلى الصنف الأخير من النجوم. وسيعرض «ماسبيرو» مسلسل «فرقة ناجي عطالله»، وبالتالي سيكون عادل إمام أبرز نجومه في رمضان. غير أن العمل سيعرض على قنوات أخرى تعرف كيف تجذب المشاهد. وكان التلفزيون الرسمي قد دخل شريكاً في إنتاج العمل قبل الثورة، ما أعطاه حقّ بثّه، خلافاً لمسلسلات باقي النجوم. كما حصل على حق عرض «أخت تريزا» مع حنان ترك، التي تجسد شخصية توأم مسلمة ومسيحية، كما تطل أنغام في أولى بطولاتها التلفزيونية مع داليا البحيري في مسلسل «في غمضة عين». ووافق المنتج جمال العدل على عرض «سيدنا السيد» مع جمال سليمان على الشاشات الحكومية، غير أنّ الأمر لا ينسحب على «سرّ علني»، وهو ثاني أعمال «العدل غروب»، كذلك يعرض التلفزيون المسلسل الكوميدي «ابن النظام» مع هاني رمزي، الذي يرصد فساد النظام السابق، إضافة إلى «كاريوكا» مع وفاء عامر، الذي يروي سيرة تحية كاريوكا، أشهر راقصات مصر في القرن الماضي. وثمة توقعات بحذف رقابة التلفزيون لبعض مشاهد الرقص، بسبب طبيعة الرقابة التي تصبح أكثر تشدداً في شهر الصوم. ومن الأعمال الدراميّة «ابن موت» مع خالد النبوي. وتدور أحداث العمل حول شاب يعيش خيبات شخصيّة ومهنيّة داخل مصر، فيقرّر الهجرة بشكل غير شرعي إلى ايطاليا، قبل أن يعود للانتقام ممن ظلموه، وهو من تأليف مجدي صابر. ويعرض للكاتب المصري أيضاً مسلسل «ويأتي النهار» مع عزت العلايلي، الذي يحلّل الأسباب التي أدت إلى الثورة، منذ إضراب المحلة في 6 نيسان (أبريل) 2008، حتى تنحي حسني مبارك، وهو من انتاج شركة «صوت القاهرة» التابعة لماسبيرو. وهناك أيضاً «حارة خمس نجوم» مع خالد زكي وأحمد عبد العزيز. وتدور أحداثه حول التفاوت الطبقي، فيصوّر الفرق الشاسع بين سكان منطقة الزمالك البالغي الثراء، وسكان منطقة بولاق أبو العلا، الذين يعيشون تحت خط الفقر. ويفصل بين المنطقتين مجرى نهر النيل فقط. ويحاول ابن الحارة المغترب العودة لشراء منازل الفقراء، وتحويلها مناطق سكن فخمة. ومن الأعمال الدينيّة التي سيتاح للجمهور متابعتها على التلفزيون المصري هذا العام، مسلسل «الإمام الغزالي» مع محمد رياض. ومن الأجواء الصعيديّة، يعرض التلفزيون «النار والطين». وهناك «بالأمر المباشر» الذي يتحدث عن فساد النظام السابق من خلال كواليس الصحافة ووزارة الداخلية، وهو من بطولة أحمد عزمي، وجمال عبد الناصر. وفي جعبة التلفزيون أيضاً «ورد وشوك» مع صابرين للمخرج تيسير عبود‏، و«ابن ليل» مع أحمد بدير ومجدي كامل والمخرج اسماعيل عبد الحافظ، ومسلسل «الخفافيش» مع بوسي ومحمود قابيل، وسمير غانم‏ وسميحة أيوب‏‏، و«كان يا مكان» مع نيرمين الفقي والمخرج خالد بهجت.
وهناك مجموعة كبيرة من البرامج الحواريّة التي ينتظر الإعلان عنها قريباً على التلفزيون المصري وقناتي «نايل لايف» و«نايل كوميدي».