دمشق | لا تتوقف الشائعات عن ملاحقة بعض المشاهير، على رأسهم جمال سليمان، ربما لأنه من أكثر الممثلين ثقافة وقدرة على الحديث في شؤون السياسة. هكذا أضحت الأزمة السورية بمثابة فرصة لتصفية بعض الجهات حساباتها مع سليمان وتوجيه سهام النقد له، فضلاً عن تعرّضه لسيل من الشائعات بلغت حد التخوين والتهديد والوعيد ... بعدما نشر موقع «جهينة نيوز» شائعة توجيه سليمان تحيةً إلى محطة «الجزيرة» (الأخبار 29 و31 /10/2011)، ما أدّى إلى تعرّض نجم «التغريبة الفلسطينية» لتهديدات بالقتل في حال عودته إلى دمشق، ها هو يواجه هجوماً جديداً.
منذ أيام، اجتمع نجم «حدائق الشيطان» مع زميله الممثل عبد حكيم قطيفان، ورجل الأعمال الشهير فراس مصطفى طلاس، ومعهم المعارض وليد البني على عشاء ودي في القاهرة، تحدثوا فيه عما تتعرض له بلادهم وما آلت إليه الأمور من عنف متبادل يذهب ضحيته عشرات السوريين الأبرياء يومياً. وحالما انتهى العشاء وذهب كلٌّ في حال سبيله، سارعت شبكة D.N.N المؤيدة للنظام السوري إلى نشر صورة مفبركة لجمال سليمان مع عبد الحكيم قطيفان، وفراس طلاس يتوسطهم برهان غليون، وإلى جانبه المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة وقد كتب عليها عبارة عنصرية بكل المقاييس هي «الحقد وكلينتون يجمعنا ... وسيرلنكي الحرمين يموّلنا»، ثم تُرك الباب مفتوحاً لسيل من الشتائم والإهانات على شكل تعليقات.
وقد علمت «الأخبار» بأنّ قطيفان موجود حالياً في مصر ليصوّر مشاهده في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» مع عادل إمام، فيما نفى رجل الأعمال فراس طلاس أن يكون قد جمعه أي لقاء بغليون، ثم تأسف بأن يبلغ حالة يضطر فيها إلى دخول هذه «المماحكات الفارغة». وفي اتصال مع «الأخبار»، أثناء وجوده في موقع تصوير مسلسل «سيدنا السيد» في القاهرة، أعرب جمال سليمان عن خيبته من المستوى المتدنّي الذي وصلت إليه بعض المواقع المؤيدة للنظام، قبل أن ينفي هذا الاجتماع قطعاً. ويضيف: «تلك المواقع لا تعدو كونها شكلاً من أشكال التشبيح الإعلامي وترتبط بشخصيات تعمل لدى أجهزة الأمن ويتكثف عملها لتشويه سمعة كل من لا يتطابق رأيه مع الرواية الرسمية للنظام». وأضاف «جمعني بالفعل لقاء مع فراس طلاس، وعبد الحكيم قطيفان، والدكتور وليد البني وبعض الأصدقاء السوريين، ودار بيننا حديث طويل حول ما آلت إليه الأوضاع المأسوية في سوريا. والطريف أنّ جزءاً من الحديث ذهب نحو التقويم النقدي الحاد للمجلس الوطني السوري، وبعض أطياف المعارضة». وختم الممثل السوري «إنّ من لا تطاله يد الاعتقال لدى النظام السوري، فقد تطاله الشائعات التحريضية الهادفة إلى تشويه سمعته وصورته».