القاهرة | عندما طرح المنتج محمد السبكي فيلمه «حصل خير» في الصالات المصرية قبل أسبوع، لم يكن الأمر مستغرباً، لكنّ قرار طرح «حلم عزيز» اليوم الأربعاء كان بمثابة مغامرة، أراد أصحابها القول إنّهم لن يطفئوا أنوار دور العرض انتظاراً لهدوء الأوضاع السياسية في المحروسة. الأزمة التي تشهدها ميادين القاهرة، ونزول الملايين إلى الشوارع احتجاجاً على الحكم الصادر في قضية حسني مبارك، وانتخابات الإعادة والانقسام حول المشاركة فيها، أو الضغط لاستبعاد ممثل النظام السابق المرشح الرئاسي أحمد شفيق...
كل هذه التطوّرات لم تثنِ «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي»، التي تديرها الفنانة إسعاد يونس، عن طرح فيلم «حلم عزيز» في الصالات ابتداءً من اليوم الأربعاء. حتى إنّ يونس أقامت عرضاً خاصاً للشريط في سينما «صن سيتي» بالقرب من مطار القاهرة. تلك الخطوة كان تبغي إيصال رسالة واحدة: لن تنتظر السينما المصرية طويلاً وتتحمّل مزيداً من الخسائر حتى تهدأ الأوضاع السياسية، كما أنّ انشغال ملايين المصريين بالوضع السياسي، لا يعني أنّهم لا ينشدون وقتاً مستقطعاً للاستراحة ودخول السينما لنسيان همومهم، وخصوصاً إذا كان الفيلم مثل «حلم عزيز»، الذي يجمع بين النجم الوسيم أحمد عز والممثل الموهوب شريف منير. والمفارقة أنّ الثاني يؤدي دور والد الأول، لكن في إطار فانتازي. الشريط الذي يحمل توقيع المخرج عمرو عرفة، تتناول أحداثه قصة «عزيز»، رجل الأعمال الوصولي والانتهازي الذي يسعى نحو المال والنساء بقوة قبل أن يعود والده إلى حياته فجأةً من دون مقدمات. وبحسب عمرو عرفة ،فإنّ نصف ساعة كاملة من الفيلم، الذي ألّفه نادر صلاح الدين، نُفِّذت بتقنية الغرافيك. علماً أنّ العمل، الذي يشارك في بطولته مي كساب ومحمد عادل إمام، كان يُفترض طرحه في نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، إلّا أنّ تأخر طبع النسخ عجّل في طرح فيلم آخر لأحمد عز هو «المصلحة» مع أحمد السقا وإخراج ساندرا نشأت. مع ذلك، لم تتراجع إسعاد يونس عن الدفع بفيلم «حلم عزيز»، لتكون المرة الأولى منذ عقود التي تشهد فيها الصالات المصرية طرح فيلمين للنجم نفسه في شهرواحد.
غير أنّ المغامرة كانت مختلفة بعض الشيء بالنسبة إلى المنتج محمد السبكي وفيلمه «حصل خير»، الذي يدور حول ثلاثة شباب يعانون مشاكل التواصل مع الجنس الآخر. وهو أول تجربة تمثيلية للمغنية اللبنانية قمر، بمشاركة سعد الصغير، وكريم محمود عبد العزيز، ومحمد رمضان، وأمينة، ولطفي لبيب، ومجموعة من المطربين الشعبيين.
السبكي يقدم في كل الأحوال خلطة سينمائية خاصة به، تعتمد على الكوميديا اللفظية والأغنيات الشعبية، ويطرحها في أي وقت مخاطباً جمهوراً منفصلاً تماماً عن الشارع السياسي. وهو ما تأكد في تجربة فيلم «شارع الهرم»، الذي تجاوزت إيراداته 3 ملايين دولار في عيد الفطر الماضي.
الشريط بأغنياته ورقصاته خالف توقّعات البعض عن امتناع الجمهور عن الأفلام التجارية في ظل صعود المد الديني بعد الثورة، لكن جرأة يونس والسبكي لم تمتد إلى باقي المنتجين. إذ تأجل طرح أفلام عدة لموسم عيد الفطر، على أمل أن ينتهي رمضان وقد خرجت مصر من أزمتها السياسية. ومن بين الأفلام التي تأجّلت «غيم أوفر» ليسرا ومي عز الدين، و«مصور قتيل» لأياد نصار ودرة، و«بابا» لأحمد السقا و«الألماني» لمحمد رمضان.