غاب سعيد الماروق طويلاً عن الساحة الفنيّة. آخر كليباته هو «لامشيلك حافي» لفارس كرم نهاية الصيف الماضي، وعملاه المقبلان هما تصوير أغنية «شكلك» لمايا دياب، و«يا ضلّي يا روحي» لوائل كفوري في حزيران (يونيو) المقبل. قبل شهرين من تصوير كليب دياب، أنجز الماروق تصوّراً للعمل في دفتر يظهر فيه تفاصيل كل لقطة، ضمن سياق القصّة المحبوكة. يراهن على تصوير الأغنية برؤية عصريّة مختلفة، مؤكداً أن «هذا الكليب سيمثّل مفاجأة حقيقيّة»، مثنياً على «أنوثة دياب وجاذبيتها التي يجب أن تتفجر أكثر أمام الكاميرا». أما مع وائل كفوري، فيشير إلى أنّ «ملامحه تساعدني على إنجاز عملي»، ويثني على طواعية «شكله السينمائي» الذي يسهل التحكم فيه أمام الكاميرا.

تشهد حياة المخرج اللبناني تحوّلات جذريّة. حلم السينما التي يصفها «بالحياة» قد يتحقق قريباً. يبدو أن محطتيه القادمتين ستكونان بين هوليوود والقاهرة في موازاة أعماله اللبنانيّة. هكذا، أعاد خلط أوراقه من دون أن يهجر الكليبات، مشيراً إلى أن «الفيديو كليب ذو فضل عليه، عرّف الجمهور به». وبعدما استعان به المخرج الأميركي مايكل باي في تصوير مشاهد الأهرام في مصر ضمن أحداث الفيلم الأميركي Transformers2، يقرأ الماروق حاليّاً نص فيلم آخر، رشّح لإخراجه وسيكون التعاون الأنضج مع السينما الأميركيّة.
يوضح الماروق لـ «الأخبار» أن «المنتج جيرمي وول، أرسل لي سيناريو BlueBird، وأقرأه منذ 20 يوماً، وأعطيت موافقتي المبدئية على تنفيذه». عندما تسأله عن اسم البطل المرشح، يتردد قليلاً قبل أن يجيب «سيكون كليف اوين». وعن موعد التنفيذ، يشير الماروق إلى أن «المنتج يواجه بعض المشاكل في اختيار الممثلين، وسنبدأ فور حلّها».
أما القاهرة التي فتحت له أبواب السينما، حين أسندت إليه تنفيذ فيلم «365 يوم سعادة» للمنتج محمد ياسين، فهي التي تدخله اليوم إلى الدراما التلفزيونيّة. بعد اعتذاره عن العديد من النصوص آخرها مسلسل «ألف ليلة وليلة»، يكشف الماروق أنّه وقع على «فكرة مجنونة يكتبها مع السيناريست والشاعر اللبناني علي مطر، وتدور أحداثها بعد 200 عام». ويصف المسلسل بالأضخم إنتاجياً الذي «يضم شخصيّات أسطوريّة». يشير إلى أنّ «هذا الاختبار الصعب يستوحي قصته من الخيال»، مؤكداً «أنّه سيقلب الطاولة على الدراما العربية التقليدية». ويكشف أنّ المنتج سيكون محمد ياسين (أرابيكا)، والعمل مرشح للعرض على قناتي mbc و«الحياة» المصريّة. بعد ذلك، يعرب الماروق عن إعجابه بمسلسل «الولادة من الخاصرة» للمخرجة رشا شربتجي، ويبدو أنّه ينوي تنفيذ سيناريو بهذه الدسامة مع كاتب العمل سامر رضوان الذي اجتمع به أخيراً.
وبعيداً عن المشاريع التي تحوّلت نصوصاً، تنتظر التنفيذ، يدرس الماروق جديّاً إمكان وضع تجربته الشخصيّة في كتاب، يروي فيه نشأته في أحضان أب وأم مصابين بالصم والبكم، مروراً بلحظة وفاة والده الذي تعلّق به كثيراً، ثم سفر العائلة إلى ألمانيا ومواجهتها ظروف الحياة الصعبة، ووضع مسؤولية تربية شقيقتيه فاطمة وإيمان على عاتقه. ولا يخفي نيته تحويل حياته إلى فيلم سينمائي، ما زال حائراً أمام نقطة النهاية فيه. هنا، سيكرّر الماروق تجربة «إحساس جديد» التي نفّذها لنانسي عجرم، حين نقل تجربة شخصيّة في الكليب، إنما سيكون هنا أمام عمل أكثر نضجاً، لأن هامش التراجيديا في شريط سينمائي، سيحظى بالمساحة الأوسع. ولعله ينجح في إقناع مجتمع عربي يقول إنّه «ينقصه الوعي في التعامل مع هذه الفئة من المهمشين»، بأن يعترف بوجودها ويتعامل معها من دون أن يشعرها بالدونية. تجربة واحدة لا تكفي، و«لأن السينما هي الحياة» بالنسبة إلى الماروق، فهو يعد اللحظات التي تفصله عن دخول هوليوود.