الرباط | يأبى فضل شاكر إلا أن يثير الجدل أينما حلّ. التصرفات «الغريبة» والمفاجئة باتت سمة تلازم المطرب اللبناني في الفترة الأخيرة. قبل أيام، اختار صاحب «الحب القديم» أن يوجه رسائله السياسية من خلال فنّه. هكذا، استغلّ مشاركته في الدورة الحادية عشرة من «مهرجان موازين» المقام حالياً في الرباط (من 18 إلى 26/ 5)، ليطلق «النار» على الرئيس السوري بشار الأسد، خلال الحفلة التي أحياها ليلة السبت الماضي (19/ 5).
صعد شاكر إلى الخشبة، ووجّه تحية إلى الملك المغربي، ثم طلب من الجمهور الحاضر، على نحو مفاجئ ومعاكس لأجواء السهرة، أن يردّد عبارة «آمين» بعد أقواله. شرع صاحب «بيّاع القلوب» يكيل الأدعية للرئيس السوري قائلاً: «الله يدمّر بشار الأسد... الله ياخد بشار الأسد»، ليؤمّن الحاضرون على دعائه الذي أثار موجة من التصفيق والهتافات. لكنّ تصرّف فضل شاكر لم ينجُ من استغراب كثيرين، وخصوصاً أنها المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي يستغل فيها فنان عربي موقعه على منصّة الغناء ليمرر رسائله ومواقفه السياسية على نحو مباشر، ويستغل التفاف الجماهير حوله لتأليبها ضد جهة أو نظام معين. وحالما انتشر فيديو الحفلة، انهالت التعليقات على صفحات الفايسبوك بين مؤيد ومعارض له، واقتصرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يمكن النظر إلى «الحدث» الذي افتعله شاكر بمعزل عن سلسلة الأحداث التي عُرف بها في الآونة الأخيرة، ولا سيّما تصريحاته النارية ومواقفه التي يتنصل من الالتزام بها بكل سهولة. بعد إعلانه قبل أسابيع نيته اعتزال الفن و«التوبة» عن الغناء، وقوله «فني ومسيرتي الفنية ما بتشرفني»، عاد ليظهر بهذا «الفن» من جديد، مرتداً على كل ما أطلقه من تصريحات. هكذا، أتحف شاكر جمهور «موازين» ببعض من «فني اللي معاش أتشرّف فيه»، حيث اختار باقة من أغنياته، مثل «معقول»، «بعد ع البال»، و«أخدني معك»، و«نسيت أنساك»، و«يا غايب»، إضافة إلى تأديته جزءاً من رائعة الراحل عبد الحليم حافظ «زي الهوى».
مفاجأة أخرى أحضرها معه شاكر إلى الرباط، تمثلت في صعود ابنه محمد إلى المنصة ليرافقه في الغناء. أدى الابن أغنية والده «روح» بطريقة لا بأس بها، الأمر الذي دفع كثيرين إلى التساؤل عما إذا كان صاحب «الله أعلم» ينوي «استخلاف» نجله بعد اعتزاله الغناء، أم أن الأمر لا يعدو كونه لحظة عابرة، كما قدّم دويتو «خدني معك» مع يارا التي كان قد وصفها سابقاً بأنّها «مش شبعانة».
علماً أنّه في العام الماضي، أحيا فضل شاكر حفلة أخرى في المغرب، احتضنتها مدينة «الحسيمة» الواقعة في شمال المملكة، لكن سهرة الـ 2011 لم تحقق نجاحاً يُذكر، الأمر الذي برره مقربون من شاكر بأن «جمهور هذه المدينة اعتاد سماع الأغنيات الريفية الأمازيغية». ربما، عوّض المطرب «التائب» فشل تلك الليلة، بإطلالته الجديدة على جمهور «موازين» الذي حجّ إليها من مختلف المناطق المغربية.