القاهرة | اكتفى التلفزيون الحكومي في مصر بتخصيص مساحات متساوية للمرشحين الـ 13 في أول سباق حقيقي للرئاسة تشهده المحروسة. مساحات يظهر فيها المرشح وهو يحدث الجمهور مباشرة، ويتكلم كما يشاء طوال المدة المخصصة له، لكنّ الجمهور الحائر بين المرشحين المعروفين، لا يريد كلاماً مباشراً يذكّره بالعهود السابقة حين كان اسم المرشح يُطرح على الناس، وما عليهم سوى الاكتفاء بنعم أو لا من دون أن يعرفوا البديل إذا كانت «لا» هي الغالبة.
حتى الانتخابات الصورية التي جرت في عهد مبارك عام 2005 كانت نتيجتها معروفة رغم محاولات بعض المرشحين وقتها التظاهر بأنّهم في منافسة فعلية. هذه المرة، لا يوجد مبارك ولا أي شخصية مدعومة رسمياً من النظام الحاكم، كي يخرج الجمهور من المعادلة على اعتبار أنّ النتيجة معروفة سلفاً. بالتالي، كلما ازداد الحصار على المرشح سواء من المذيع المحاور أو من مرشح منافس، ازدادت السخونة وارتفعت أسهم المرشح أو انخفضت، وفيما أعدّت معظم القنوات الخاصة برنامجاً مستقلاً للتحاور مع المرشحين، جنّدت أخرى فريقاً لتحليل آراء المرشّح الضيف خلال الحوار. وقد تميزت «أو. تي. في» و«دريم» بأنهما انفردتا بأول وآخر مناظرة تلفزيونية ـــــ حتى الآن ـــــ بين اثنين من المرشحين هما عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح. تلك المناظرة التي قدّمها يسري فودة ومنى الشاذلي دخلت التاريخ من الناحية الإعلامية، بوصفها الأولى من هذا النوع التي يتابعها الجمهور العربي لا المصري فقط، لكن الفريق لم يجتمع مرة أخرى حتى الآن للإعلان عن مناظرة جديدة، رغم أنّ هناك 11مرشحاً آخرين، منهم 4 على الأقل محط اهتمام الجمهور. والسبب كما قالت حملة المرشح المحسوب على التيار القومي الناصري حمدين صباحي أنّ المنافسين رفضوا الوقوف أمامه في مناظرة جديدة. بينما أعلن مرشّح الإخوان محمد مرسي رفضه الفكرة لأنها تقوم على التجريح، لكن المشهد الذي كان لافتاً أن المصريين تابعوا مناظرة موسى وأبو الفتوح في المقاهي كما يفعلون في مباريات المنتخب المصري. الكل إذاً متعطش للسياسة والانتخابات حتى يحسن الاختيار، لكن للمرشحين حسابات أخرى. إلى جانب رفض بعضهم الوقوف أمام صباحي، وامتناع محمد مرسي عن الدخول في مناظرات، اشترط مرسي أيضاً عدم وجود النائب والمحلل السياسي عمرو حمزاوي في فريق تحليل تصريحاته عند ظهوره على شاشة «سي. بي. سي»، كما أعلن حمزاوي مبرراً سبب غيابه عن اللقاء. وتذرّع مرسي بأنّ حمزاوي يملك موقفاً مسبقاً من جماعة الإخوان. وتردد أيضاً أنّ مرسي طلب أن يكون محاوره المذيع خيري رمضان، لكن الثابت أيضاً أنّ كل المرشحين يطلبون التعرف أولاً إلى أسماء المذيعين في القناة التي سيحلّون عليها. في هذا السياق، علمت «الأخبار» أنّ عمرو موسى رفض الظهور على «الجزيرة مباشر» مع المذيعة منى سلمان لأنّها هاجمته على حسابها الشخصي على تويتر، وهو ما يؤكد أنّ المرشحين يريدون مذيعين متضامنين معهم أو محايدين على أقل تقدير. بينما قرر المرشح اليساري أبو العز الحريري مقاضاة «سي. بي. سي» لأنها رفضت تخصيص حلقة له من برنامج «مصر تنتخب الرئيس» كما فعلت مع المرشحين الرئيسيين الذين يتابعهم الجمهور، لكن الثابت أنّ «أون. تي. في» لم تستقبل المرشح أحمد شفيق تحديداً بسبب الحلقة الشهيرة التي سبقت إطاحته من رئاسة الوزراء نهاية فبراير 2011.