تونس | بعد رحيل بن علي، وصعود الإسلاميين إلى الحكم، بات السؤال عن الهوية التونسية ملحّاً. من هنا، جاء المعرض الجماعي «شكون احنا؟» (مَن نحن) الذي يحتضنه «المتحف الوطني في قرطاج». المعرض الذي يقتبس عنوانه من الدارجة التونسية، يضمّ 28 فناناً عربياً وأجنبياً من بينهم تيسير البطنيجي، زياد عنتر، وسيرين فتوح، وأحمد ماطر، وقادر عطية وهرير سركسيان، ومهى ملوح، وزينب سديرة، وباسكال هاشم... إنه محاولة للنبش في التاريخ التونسي من خلال فتح دفاتر البربر والفينيقيين والأمازيغ والرومان وغيرهم من الحضارات والثقافات التي استوطنت هذه الأرض، وصولاً إلى اللحظة الراهنة التي لا يمكن تجاهلها، كونها مفصيلة في التأسيس لمستقبل البلد.
كل هذا سيتم عبر مدارس ووسائط فنية متعددة من التجهيز والفيديو والتشكيل والتركيب والصور الفوتوغرافية التي ترصد الثورتين المصرية والتونسية، والنضال التحرري في الجزائر وغيرها من القضايا بين الماضي والراهن.
إنه موعد جديد تضربه النخبة التونسية مع الحداثة في سياق معركتها الشرسة مع الصعود السلفي الذي يهدد روح تونس المستنيرة.
«المعرض يتخذ صفة دولية، إذ يضمّ مشاركين من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا، إضافة إلى لبنان والجزائر والسعودية وتونس وفلسطين. ونسعى إلى جعله مناسبة سنوية»، تقول الفنانة خديجة حمدي، أحد المبادرين إلى إقامة المعرض. وتضيف إنه «ليس من السهل الترويج للفنون المعاصرة في تونس، في ظل الثقافة التقليدية التي تسيطر على المجتمع».
وتشير الأكاديمية في المعهد العالي للفنون الجميلة إلى «أنني عندما أتحدث عن الفنون المعاصرة، أكتشف أن طلابي لا يستطيعون تكوين صورة صحيحة عن هذه الفنون. هم يعيشون في محيط لا يحوي بينالي أو مراكز ثقافية أو معارض تقدّم لهم فكرة عن الفنون المعاصرة».
من هنا، جاءت إقامة المعرض. هكذا، سنقع على 25 عملاً فنياً، يتوسل أغلبها توليفات من الصورة الفوتوغرافية والفيديو والقماش والحديد، وغيرها من المواد التي قد يجد الفنان فيها عامل توصيل مناسباً إلى المتلقي.
هضبة قرطاج التي تحتضن الفعالية، تبدو مكاناً مناسباً لتوجيه الرسائل. رسائل باتت واضحة المحتوى في وقت تشهد فيه تونس انحداراً إلى السلفية، وتضييقاً على الحريات، وخصوصاً حريات المبدعين والفنانين الذين باتوا يخشون إقامة نشاطات ومعارض لأعمالهم خوفاً من هجمات المتشددين.



«شكون احنا؟»: حتى 15 حزيران (يونيو) ـــ «المتحف الوطني في قرطاج»، تونس