بعد انقطاعه لمدة شهر، يعود «أغاني سرفيسات ٢» إلى «مترو المدينة» مستحضراً حكايا «نساء في العاصفة» تستضيفهن شخصية الـ «ستاند آب» روبيرتو القبرصلي التي يلعبها هشام جابر (كتب ولحن ّمعظم أغاني العرض). بعد «أغاني سرفيسات ١» الذي قُدم للجمهور اللبناني عام ٢٠١٥ وكان بمثابة «جسّ نبض» لفريق العمل الموسيقي من ناحية ولتلقي الجمهور لهذا النوع من الأغاني المختلفة من ناحية أخرى، تصبح «صورة «أغاني سرفيسات ٢» أكثر وضوحاً» على حد قول هشام جابر. هذا الحفل الغنائي التهكمي الساخر الذي يحاكي واقعنا، ينقل لنا ما «نعيشه بمفردات نستخدمها اليوم» مع طرح موسيقي معاصر ومؤات لآنية المشهد الحالي. يشير هشام إلى أن هذا العرض الأخير الذي سوف يقدم ١٤ أغنية جديدة، بالرغم من أنه أخذ بيروت كنموذج أو كـ «ماكيت لمدينة من كرتون، كل شيء فيه هش وكل الأمور خاضعة للانهيار والسقوط... كل شيء كاريكاتوري» لكنه أيضاً يتحدث عن المنطقة العربية ككل.
يضم العرض ريبيرتواراً جديداً من الأغاني
ينقل جابر روح المدينة عبر سائقي سيارات الأجرة «على تنوع تلك الشخصيات بين اللطيف والمهذب والمتحرش» وعبر نساء يستخدمن التاكسي أو السرفيس للحديث عن أمورهن وأوضاعهن. كل شخصية- أكانت لبنانية أم مصرية أم سورية – تنقل واقعها الذي يبتعد في الوقت عينه عن الـ mainstream و الـ underground بتهكم: كل امرأة هي حالة بحد ذاتها. مفردات الأغاني متطرفة أحياناً وبسيطة أحياناً أخرى، تركز على التفاصيل اليومية الصغيرة ولا تخلو من العمق، ذات صور وتعابير مجازية غير مألوفة قد تثير النقاش والجدل في آن.
من بين الأغاني التي سوف يتم تقديمها في «أغاني سرفيسات ٢»، هناك أغنية «شبشبني شبشب» التي تتهكم على إعلان الحكومة المصرية أنّ ٢٠١٦ هو عام الشباب في مصر، وأغنية «ما بحب الأغاني» حول الوضع السوري، وأغنية «الحديدة» التي تنتقد الحراك اللبناني. يؤدي الأغاني كل من ياسمينا فايد/ ومريم صالح يشاركهما هشام جابر.
يطرح مشروع أغاني سرفيسات بجزءيه الأول والثاني ريبيرتواراً جديداً من الأغاني، «فالجمهور اللبناني معتاد على سماع أغنيات أو ألحان يعرفها مسبقاً بحيث يتسنى له أن يغني مع ما يسمع». هنا تبدو تجربة التلقي مختلفة بعض الشيء، بخاصة أنّ نمط الكلمات بحد ذاته مختلف. بين «يللي راكب عالموتو... أشكمانك غيرلي حياتي»، و«أنا زي سنوبي ولد غلبان كنت مشعبط في الميدان» (أغاني سرفيسات ١)، و«طولت بالي/ مديتو عالطريق/ طعوجت حالي/ عبيتني بتنكة»، و«تعي خدني بالسيارة واعمل عليي غارة»، و«ولا بحب طول دقني ولا اعمل شوارب/ ولا بحب كون مثقف ولا بحب كون محارب/ دائماً واقف بالنص/ من صوت عالي بغص/ وبخجل اعمل فص» (أغاني سرفيسات ٢)

* «أغاني سرفيسات 2»: 22:00 مساء اليوم حتى 20 نيسان (أبريل) ـ «مترو المدينة» (الحمرا) ــ للاستعلام: 76/309363