الشهر المقبل، سيتجدّد الموعد مع ساشا بارون كوهين (1971) الذي يعود بفيلم «الديكتاتور». لا يحتاج الممثل البريطاني إلى المزيد من النجومية. احتلّ مكانة مرموقة في عالم الكوميديا منذ ظهوره مع أولى شخصياته التقمصية الساخرة «علي جي» (1998) على التلفزيون البريطاني. كانت الشخصية ذكية بالفعل، واستثمرها كوهين معتمداً على تصديق الناس لها، لتتطوّر إلى برنامج «ذي علي جي شو».
إضافة إلى الكاراكتير القديم، قدّم كوهين في برنامجه شخصيتين جديدتين، هما المقدم المثلي «برونو»، والصحافي الكازاخستاني «بورات» وارتكز على إجراء العديد من المقابلات مع شخصيات مشهورة من نجوم ورياضيين وحتى سياسيين ومثقفين من العيار الثقيل، مثل نعوم تشومسكي وبطرس غالي. الحبكة التي استخدمها «علي جي» كانت بارعة بالفعل. بعد ضمان حجز المقابلة، يذهب «علي جي» إلى الموقع حاملاً المعدات مرافقاً شخصاً مهذباً يرتدي بدلة كاملة، فيظن الضيف أنّ مقابله سيكون الشخص المهذب، بينما يجرب كوهين المعدات ويلقي بعض الأسئلة التحضيرية على الضيف الذي تنطلي عليه الحيلة. والنتيجة مقابلات ساخنة ومضحكة وفضائحية أيضاً.
نجاح البرنامج كان كفيلاً باقتباس شخصياته الثلاث إلى السينما. بدأ ذلك مع «Ali G Indahouse» (2002) الذي حقق نجاحاً جماهيرياً رغم تقويمه النقدي السيئ. لاحقاً، اقتبست شخصية «بورات » (2006) في شريط وثائقي ساخر وفضائحي. وفي ثالث الاقتباسات، سنقع على المقدّم النمساوي المثلي «برونو» (2009) في رحلته إلى أميركا بعد طرده من البرنامج. وها نحن نشاهد قريباً «الديكتاتور» للاري تشارلز الذي أنجز أيضاً «برونو» و«بورات». الفيلم الجديد كوميدي خيالي. هنا، يتقمّص ساشا كوهين شخصية «الجنرال علاء الدين» ديكتاتور جمهورية خيالية في شمال أفريقيا، بمظهره مستوحى من شخصية القذافي. ثم يذهب إلى نيويورك ليمنع مجيء الديموقراطية إلى جمهوريته التي لطالما «اضطهدها بحبّ».
رغم شعبية كوهين، إلا أنّه لم يسلم من كمّ هائل من الانتقادات والقضايا المرفوعة ضده. ما يدّعيه في أعماله، هو تقديم نوع من النقد الاجتماعي الساخر عبر الكوميديا. يبدو الطريق إلى الإضحاك في أعمال كوهين محاولة سطحية ومتعجرفة للتهريج على الناس، بينما يكرّس أعماله للسخرية من الصور النمطية السائدة عند الناس، متجاهلاً نقْدَ الهياكل السلطوية والنظم العالمية القائمة.