حالما صدر الحكم بسجن عادل إمام، وصلت ارتداداته إلى العالم الافتراضي: انشغل «المغرّدون» بالتعليق على القضية، وضجّت صفحات الفايسبوك بالسجالات التي عكست انقساماً في الموقف من «الزعيم»، رغم أنّ التضامن معه كان السمة الغالبة على ردود فعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.
الفنانون كانوا أول المغرّدين في هذا الملف. المخرج يسري نصر الله استنكر الحكم على حسابه، معتبراً أن حبس عادل إمام هو عار وحبس «لأي فنان ومفكّر وإنسان لا يقبل بسيطرة القوى السياسية، التي تستغل الدين في السياسة، على عقولنا ومقدراتنا». من ناحيته، رأى الكاتب والأديب المصري علاء الأسواني أنّ حبس إمام يعني «عودتنا إلى ظلام العصور الوسطى». وانضم الممثل عمرو واكد إلى سرب المغردين المتضامنين مع الممثل المصري، متوجهاً بسؤال إلى القاضي الذي أصدر الحكم «لماذا لم تحبس رئيس جهاز الرقابة معاه أو المنتج أو المخرج وأصحاب السينمات والتلفزيونات اللي عرضوا الفيلم؟»، واعتبر بعض المغرّدين أنّ الحكم يعبّر عن جهل و«ظلام فكري».
وفي مقابل التأييد الكبير لنجم «الإرهاب والكباب»، برزت أصوات معارضة أكّدت أنه يستأهل ما يحدث له، مستغربةً تأخر محاسبته حتى اليوم، واصفةً إياه بـ«داعية العري والمجون». ونعت آخرون إمام بـ«الهلفوت»، لأنّه أسهم في «هدم أخلاق المجتمع المصري وصدّر الوهم إلى الشعب باسم الكوميديا».
وكما على «تويتر»، كذلك على «فايسبوك»، انشغل الكثير من الصفحات والمجموعات بخبر الحكم على نجم الكوميديا. الممثل صلاح عبد الله كتب على صفحته الخاصة «لا بد من أن يتضامن كل فناني مصر مع الفنانين المعرضين للمحاكمة والسجن بسبب أعمال فنية سابقة. بعد تأييد الحكم على عادل إمام، الموقف أصبح خطيراً للغاية». الممثلة هند صبري شككت في قانونية التهمة المنسوبة إليه، وخصوصاً أنّ الرقابة منحته ترخيصاً آنذاك على أعماله المتهمة بازدراء الإسلام، فيما كتبت المنتجة والفنانة إسعاد يونس: «هذه المرة عادل... المرة المقبلة كلّنا». وعلّق المخرج أمير رمسيس بأنّنا «نعيش العصور الوسطى في أوجها».
بدوره، أوضح المخرج محمد دياب أنّه رغم اختلافه الفكري والسياسي مع عادل إمام، إلا أن تقويم أي عمل فني لا يُترك للقضاء «دي لازم تكون شغلة ناس عندها خلفية فنية». وفي السياق، أنشأت مجموعة من الشباب المتضامن مع إمام صفحة على الفايسبوك بعنوان «الحملة الرسمية لدعم الزعيم عادل الإمام ضد طيور الظلام». وعلى المقلب الآخر، اعتبر قلّة ما يحدث لإمام بوصفه «عدالة إلهية» لأنه «استخبّى أيام الثورة»، واعتبروه من فلول النظام، و«لازم يتحاسب».
الحكم الصادر بحق إمام يطرح العديد من الأسئلة عن مستقبل حرية التعبير في بلاد النيل، وخصوصاً في ظل هيمنة الإخوان المسلمين والسلفيين على البرلمان بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي ولّدت قلقاً لدى العديد من الفنانين والمثقفين المصريين.