القاهرة | «فنانون في المصيدة» تصلح هذه العبارة عنواناً للمشهد الذي تعيشه مصر حالياً. بعد أقل من 48 ساعة على صدور حكم بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الاسلام، من المتوقع أن تصدر «محكمة جنح العجوزة» اليوم الخميس حكمها على عادل إمام (أيضاً)، والكاتب لينين الرملي، والمخرجين محمد فاضل وشريف عرفة في دعوى تتهمهم بازدراء الأديان من خلال أعمالهم الفنية. ودعا فنانون ومؤسسات حقوقية إلى وقفات تضامنية مع المبدعين المتهمين أمام مقر المحكمة في الحادية عشرة من صباح اليوم.
وكانت محكمة ابتدائية قد أصدرت قبل أشهر حكماً بحبس الكاتب والمؤلف المسرحي الساخر لينين الرملي ثلاثة أشهر وتغريمه ألف جنيه في قضية «ازدراء الإسلام والسخرية من الصحابة واللحية والجلباب الإسلامي» بسبب العبارات التي وردت في أعمال فنية من تأليفه من بينها فيلم «الارهابي» ومسرحية «شاهد ماشفش حاجة». وحذّر الرملي من الصمت على هذه الدعاوى التي تستهدف حرية الإبداع والفكر، معبراً عن مخاوفه من دعوات انطلقت أخيراً مطالبةً بتفعيل قانون الحسبة الذي طبق على الراحل نصر حامد أبو زيد. من جهتها، أعلنت «جمعية نقاد السينما المصريين» تضامنها مع الفنانين المتهمين، وإدانتها الشديدة لمنطق محاسبة الفنان على آرائه، ورفض مجلس إدارة الجمعية «ممارسات البعض من كارهي الفن والحياة لإرهاب وتخويف كل من يخالفهم الرأي باسم الدين الإسلامي». وطالبت بإصدار تشريع يحمي الفكر والفن وأهلهما من الملاحقة القضائية على أساس ديني أو أخلاقي، خصوصاً بعد تكرار هذه القضايا التي تجرّ المجتمع إلى العصر الحجري.