القاهرة | جمهور المسلسلات في رمضان لا يحتاج إلى عودة محمد سعد إلى الشاشة الصغيرة، بل إنّ «اللمبي» في أمس الحاجة إلى استعادة ثقة محبيه. في موسم آخر غير رمضان 2012، قد تكون عودة سعد إلى الدراما التلفزيونية عنصراً فارقاً ومؤثراً في خريطة مسلسلات شهر الصوم، لكنّ حضور نجوم الدراما من كل الأجيال في رمضان 2012، وتراجع شعبية الممثل الكوميدي الشهير في الآونة الأخيرة، يطرحان سؤالاً هو: هل سينجح محمد سعد من خلال مسلسله «الأبعدية» في إدراك اللحظة الفارقة واستعادة شعبيته التي أهدرها باختياراته الفنية غير الموفقة في أفلامه الأخيرة؟ علماً أنّ كلمة «عودة» لا تصف بدقة مشاركة سعد في السباق الرمضاني، لأنّه لم يغب عنه أصلاً.
منذ عرف طريقه إلى شبّاك التذاكر السينمائي والنجاح الذي حققه، لم يسجّل محمد سعد في المقابل أدنى حضور له في مسلسلات رمضان. وقبل أن يصبح نجماً سينمائياً في 2002، لم يسهم فيلمه «اللمبي» في نجاح أي مسلسل شارك فيه، لأنّ أدواره كلّها كانت ثانوية، مثل مسلسلات «من الذي لا يحب فاطمة» و«الفجالة» و«ما زال النيل
يجري».
وحسب المعادلة التي لم يدركها محمد سعد على مستوى السينما، فإنّ خروجه من شخصية «اللمبي» تماماً قد يساعده على تخطي حاجز التحدي في رمضان
المقبل.
وبينما أجمع النقاد على أنّه يمتلك قدرات تمثيلية هائلة، ظل هو متمسكاً بتميمة «اللمبي»، مقتنعاً بأنّ طريقة أدائه لتلك الشخصية تعدّ المدخل المضمون لقلوب الجمهور. ومهما كانت المهنة التي يطل من خلالها أو الأبعاد الدرامية للشخصية، فقد ظل هو متمسكاً بمفردات «اللمبي» اللفظية والجسدية. وحسب بيان صحافي صدر أخيراً عن شركة «بلاك هورس» المنتجة لمسلسل «الأبعدية» (تأليف وإخراج جمال عبدالحميد)، فإنّ سعد الذي يجسد شخصية «شمس الأنصاري» في العمل يقدّم نفسه كـ «روبن هود العرب»، الذي ينصر «غلابة» مجتمعه على أصحاب السطوة والنفوذ.
مرة أخرى، نحن أمام شخصية شعبية ومحبوبة قد تنال رضى الجمهور إذا نجح صاحبها في إبعاد ذاكرة المشاهد عما قدمه على شاشة السينما من قبل. أما عن باقي التفاصيل، فتتلخّص في إنجاز تسعة أسابيع من التصوير من أصل 20، من بينها 3 أسابيع ستخصّص بالكامل لمدينة أسوان (جنوب مصر). بالتالي، يصبح المسلسل جاهزاً للعرض مطلع تموز (يوليو) المقبل، فيما لم تعلن الجهة المنتجة بعد أسماء القنوات التي يجري التعاقد معها. ورغم البداية المبكرة للتصوير، إلا أنّ طول مدّته يعود إلى استخدام أعداد كبيرة من الممثلين الثانويين والخيول في مشاهد تتعلق بالبيئة الصعيدية، التي ينحدر منها شمس
الأنصاري.
ويقف أمام الكاميرا مع محمد سعد كل من فاروق الفيشاوي، وسعيد عبد الغني، ومحمود الجندي، ولقاء الخميسي، وأحمد عزمي، ورامي وحيد، وصبري عبد المنعم، ونجلاء بدر، وعايدة رياض، وسميرة
محسن.