تخوض السينما الأميركية المنافسة في المسابقة الرسمية من مهرجان «كان» هذا العام. وكانت الدورة السابقة قد شهدت تتويج فيلم الأميركي تيرنس مالك «شجرة الحياة» بالسعفة الذهبية. في تاريخ المهرجان، تنافست الولايات المتحدة في المسابقة الرسمية لتنال الجائزة 18 مرة، بينما اشتهر المهرجان بمغازلته بعض المخرجين الأميركيين. هكذا، يفتتح فعالياته بشريط ويس أندرسون (1969) «مملكة طلوع القمر» الذي يشارك أيضاً في المسابقة الرسمية.
في فيلمه الجديد منذ «السيد فوكس العظيم» (2009)، يتعاون أندرسون مع رومان كوبولا في كتابة سيناريو الشريط الذي تدور أحداثه على جزيرة في ساحل نيو إنغلاند في الستينيات. يقع صبي وفتاة يافعان في الحب، ويختفيان معاً، لتنقلب القرية بحثاً عنهما. يتعاون أندرسون هنا مع أحد وجوهه المفضلة: إنّه بيل موراي الذي يعمل معه للمرة السادسة، بالإضافة إلى بروس ويليس، وإدوارد نورتون، وتيلدا سوينتون.... أسلوب أندرسون المعتاد في تقديم أعمال درامية ذات كوميديا جافة مبطنة وألوان مبهرة لم يتغيّر. رئيس مهرجان «كان» جيل جاكوب وصف أندرسون بأحد سينمائيي أميركا البارزين، وقد بدا سعيداً بالاحتفاء الذي ستحظى به «السينما الأميركية اليافعة على الكروازيت». بالإضافة إلى ذلك، يتنافس المخرج الأميركي الشاب جيف نيكولز (1978) بشريطه الجديد «طين». إنّه أحد الوجوه الصاعدة بقوة في الفنّ السابع الأميركي، توصف أعماله بأنّها تقع عند الخط الفاصل بين السينما المستقلة والإنتاج الهوليوودي. فيلماه السابقان «قصص البندقية» (2007)، وTake Shelter (2011) حظيا باستحسان نقدي، ونالا الجوائز لدى عرضهما. يشارك نيكولز إذًا بشريطه الدرامي الذي كتبه أيضاً وأدى بطولته كل من ريز ويذرسبون وماثيو ماكونوهي. مراهقان يلتقيان فاراً من العدالة ويتفقان على مساعدته في الهرب من جزيرة في الميسيسيبي. على قائمة المسابقة الرسمية أيضاً «موزّع الجرائد» The Paperboy للمخرج والمنتج والممثل لي دانيالز (1959)، في الفيلم المقتبس عن رواية الأميركي بيت ديكستر بالعنوان نفسه. تدور الحبكة حول صحافي وشقيقه يحققان في جريمة قتل في محاولة لتبرئة المتهم الذي ينتظر حكم الإعدام. الشريط من بطولة ماثيو ماكونوهي ونيكول كيدمان وجون كوزاك.
بالإضافة إلى ذلك، تدخل أميركا المسابقة الرسمية عبر إنتاج أفلام لمخرجين غير أميركيين، مثل البرازيلي والتر ساليس الذي يقتبس رواية «على الطريق» لكاتب جيل «البيت» جاك كيرواك، والأوستراليين جون هيلكوت (Lawless)، وأندرو دومينيك (قتلهم بلطف). سنة مهمة للسينما الأميركية على الكروازيت بوجود ستة أفلام، لكن ذلك لا يعني ضمان السعفة الذهبية، وخصوصاً مع تقلبات «كان» المعروفة وعودة الكبار على قائمة المنافسة.