للمرة الثانية في غضون أشهر، تحلّ مريم صالح (الصورة) ضيفةً على بيروت من خلال حفلة تقدّمها الليلة مع زيد حمدان الذي يعمل مع المغنية المصرية الشابة على ألبومها الأول المنتظر صدوره في حزيران (يونيو) 2012. الفنانة الصاعدة بسرعة في عالم الموسيقى البديلة، شاركت ثوّار ميدان التحرير اعتصامهم المفتوح، معتليةً الخشبة التي اعتلاها العديد من الفنانين المصريين في ليالي انتظار التنحّي الطويلة، وهي الليالي التي قدمت هذا النوع من الفرق المصرية إلى جمهور عربي أكبر. مريم التي اشتهرت باستعادتها لأعمال الشيخ إمام، تقدّم موسيقاها على إيقاعات وأنغام الروك.
تبدو معجبة ومتأثرة بهذه الموسيقى، حتى من خلال وقفتها على المسرح. صوت أنثوي وقوي. خاضت أكثر من تجربة قبل ثباتها في الروك وانتقالها مع زيد إلى لبنان في تجربة إلكترونية جديدة. أما زيد حمدان، شريكها في الحفلة التي تقام في حانة B018، فيخرج من ألبومه الأخير «زيد أند ذا وينغز» باحثاً كعادته عن إنتاجات جديدة، مراكماً تجارب كثيرة منذ «سوب كيلز» التي ما زالت تعتبر محطته الأنجح من حيث نوع الموسيقى التي كانت جديدة لدى إطلاقها في التسعينيات، على عكس التجارب التي لم يُكتب لها الصمود طويلاً كـ«عرب» و«نيو غوفرمنت». سمع زيد صوت مريم للمرة الأولى خلال جلسة جمعته بأصدقاء في القاهرة على هامش ورشة عمل وحفلة لفرقة «كزا مدا» في أيلول (سبتمبر) من عام 2010. أُعجب بصوتها وقرر الإفادة من إقامته القصيرة لتسجيل صوتها والعمل عليه لاحقاً. ذهب أبعد من ذلك حين قرّر تصوير فيديو أغنية «إصلاحات» (كلمات مريم) معها في الشارع خلال ساعتين فقط، بسبب ارتباط مريم بموعد آخر، وبكاميرته اليدوية الصغيرة. يرى زيد أنّ تجربته مع مريم، إلى جانب تجربته مع هبة منصوري، وتجربته الأولى مع ياسمين، تمثّل بوابة له على الثقافة الشرقية ومدرستها القديمة التي يعتبرها ثقافته. لا يجد أي مشكلة في التجرّؤ على الاقتراب من الريبرتوار الكلاسيكي المعروف كأغنيات أسمهان، ونجاة الصغيرة، ووديع الصافي، وسيد درويش والشيخ إمام ومزج ألحانهم بأصوات إلكترونية أو عصرية. بل إنّه يجد ذلك فرصة كي يتعرّف الجيل الجديد في العالم العربي والجمهور الغربي إلى هذا الريبرتوار.



زيد حمدان ومريم صالح: 9:30 مساء اليوم ـــ BO18 (الكرنتينا ـــ بيروت) ـــ 03/810618