القاهرة | حالما أعلن عمر سليمان نيته خوض السباق الرئاسي في مصر قبل أن تقرّر اللجنة العليا للانتخابات استبعاده، لم يجد العديد من الفنانين غضاضة في إعلان مساندتهم له. ساقوا المبررات التي تبرِّئ الرجل المتهم بأنّه شريك أساسي في نظام حسني مبارك، بوصفه أول وآخر نائب في العهد البائد.لم يتعلّم هؤلاء الفنانون الدرس بعدما دخل معظمهم القائمة السوداء ولم يخرجوا منها حتى الآن. وخالوا أنّه لو نجح سليمان أو «مبارك 2» كما يصفه المعارضون، فسيستعيدون جزءاً من بريقهم المفقود وستعيد شركات الإنتاج تقويم مواقفها من هؤلاء النجوم. الأغرب أنّ هناك من امتنع عن تأييد مبارك، لكنّه عاد ودعم سليمان في سباقه الرئاسي مثل محمود ياسين. الممثل المصري الكبير لم يتورط في تصريحات مباشرة وواضحة ضد مبارك خلال الثورة، بل اكتفى بدعوة الشباب إلى الهدوء. وها هو يطلّ كمؤيد لعمر سليمان، ويقول إنّ الشعب المصري لم ير شيئاً سلبياً من سليمان. وتابع أنّه عندما كان يصوّر فيلماً عن الاستخبارات قبل 40 عاماً، لمس مدى أهمية هذا الجهاز، وهو ما يبرر تقدير ياسين لسليمان. أما سهير رمزي، فقد انحازت للأخير رغم ارتدائها الحجاب والصدام بين التيار الديني وسليمان. وقالت الممثلة لجريدة «اليوم السابع»: «كلنا فلول ونشأنا في نظام مبارك. وهناك من كان يتحمل هذا النظام على مضض». وهي نغمة يدعمها كثيرون من أنصار سليمان هذه الأيام، فيكررون أنّه كان معارضاً لنظام مبارك. أما إلهام شاهين (الصورة) التي تعاطفت مع مبارك الشخص لا الرئيس كما أكدت مراراً، فاتهمت الثوار بأنهم لا يؤمنون بالديموقراطية، لأنّهم يرفضون السماح لسليمان بدخول السباق، رغم أنه صاحب خبرات وعلاقات دولية متميزة. ونسيت شاهين أنّ سليمان نفسه قال قبل تنحي مبارك إنّ الشعب المصري غير مؤهل للديموقراطية. ورغم أنّه كان من أكثر المتضررين من مناصرة حسني مبارك، إلا أنّ الممثل الكوميدي طلعت زكريا لم يجد حرجاً في تأييد عمر سليمان، مؤكداً أنه لا يجوز الحكم عليه من الأيام القليلة التي قضاها كنائب للرئيس حتى إلقائه بيان التنحي، وكما كان متوقعاً، انطلقت الاعتراضات على آراء الفنانين المؤيدين لسليمان، لكن من جهتين مختلفتين: أولاهما من المنتمين إلى التيار الإسلامي، الذين رأوا أنّ هؤلاء يناصرون سليمان خوفاً من المد الديني الذي سيمنع الأعمال الفنية التي «يفسدون بها شباب الأمة». أما الفريق الثاني، فقد ضمّ العديد من الفنانين والسينمائيين المصريين، وخصوصاً مؤسسي «جبهة الإبداع المصرية». أكّد هؤلاء أنّ الشعب المصري غير مجبر على الاختيار بين الإخوان المسلمين أو فلول النظام القديم. وإذا ظل سليمان مستبعداً من السباق الرئاسي، فالأصوات المؤيدة ستذهب تلقائياً إلى أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء اختاره المخلوع، فالمهم أن يكون المرشح من رائحة مبارك حتى لو زكمت تلك الرائحة أنوف المصريين.