ليسوا كثراً من يتابعون مواقع الوزارات الرسميّة اللبنانية. وبالطبع لا يسجّل موقع رئاسة الجمهوريّة حراكاً قوياً على الشبكة... مع ذلك، وجد فيها بعض القراصنة اللبنانيين هدفاً مهمّاً لتسجيل موقف ضدّ الدولة، ومؤسساتها المتهاوية. في عصر «الأنونيموس»، صارت الهجمات ضدّ الأنظمة، تتطلّب استهداف مواقع افتراضيّة، بغضّ النظر عن مدى حساسيّة تلك المواقع، أو مدى أهميّتها. المهمّ رمزيّة الخطوة، وإن لم تكن موجعة. العالم كلّه سيفتقد موقع «فيزا كارد» إن تعرّض للقرصنة، وستقوم الدنيا وتقعد، لكن أحداً لم ينتبه أصلاً إلى أنّ موقع وزارة الخارجية اللبنانية قد أزيل عن الشبكة أمس، لو لم يُنشر خبر «الفتح المبين» عبر فايسبوك. القراصنة اللبنانيون لم يتأخروا عن إعلان هويّتهم. عرّفوا عن أنفسهم بأنّهم مجموعة «ارفع صوتك» RYV. وعلى الصفحات المقرصنة التي سرعان ما أعيد الإفراج عنها، كتبوا: «نحن ببساطة مجموعة من الناس الذين لا يستطيعون الصمت، ومشاهدة كلّ هذه الجرائم والظلم يجري في لبنان. ونحن لن تتوقف حتى يُرفع مستوى المعيشة، وتحلّ مشاكل نقص الطاقة، ونقص المياه وارتفاع أسعار الغاز والمواد الغذائية». الـ «هاكرز» الذين يتمثّلون بمجموعة Anonymous العالميّة، مهروا عملهم بصورة لرجل فقير هزيل هو الشعب، يطعم ثرياً ضخماً هو الدولة. القراصنة هدفهم نبيل إذاً، لكنّ ضعف المواقع الحكوميّة لم يسعفهم في لفت النظر إلى خطوتهم الجريئة. تصويبهم سهام القرصنة هذه المرّة باتجاه الوكالة الوطنية للإعلام كان يمكن أن يحفّز الرأي العام تجاه قضيّتهم، لكنّهم أفرجوا عن الموقع بسرعة كبيرة. ومن بين الوزارات المستهدفة، وكالة الأنباء الرسميّة، وموقع رئاسة الجمهوريّة، ووزارة العدل، ووزارة الطاقة، ووزارة الخارجية والمغتربين، ووزارة الداخليّة. وكانت مجموعة «أنونيموس لبنان» قد قامت بخطوة مماثلة قبل أسابيع لم تلفت الرأي العام إلا إلى هزالة البنية الافتراضيّة للدولة اللبنانية، تماماً ككلّ بناها الأخرى.