تعدّ الموضوعات السياسية من أكثر قضايا المسرح حساسية. وعلى من يحاول طرح السياسة على الخشبة، أن يمتلك اطلاعاً تاريخياً على قضيته، إلى جانب متابعته الدقيقة لمجريات الأحداث، لكن العرض المسرحي سيكون مخيّباً للآمال إذا لم يملك كاتب النص الحدّ الأدنى من الإلمام بموضوعه. تلك هي حال مسرحية «قولكن في حل؟» (الأخبار 12/ 4/ 2012) التي عرضت منذ أيام في «الجامعة اللبنانية الأميركية» في بيروت. العمل الذي كتبه وأخرجه الشاب الفلسطيني عوض عوض (1993)، يعاني التباساً في فهم واقع الفلسطينيين اللاجئين في المخيمات اللبنانية. هذا ما دفع «النادي الثقافي الفلسطيني» إلى التراجع عن دعم العمل، لأنه «لا يعبّر عن أفكارنا ومبادئنا وثوابتنا الفلسطينية، ولا عن نظرتنا إلى أبناء شعبنا المناضل». تقنياً، قد تغفر التجربة الغضة لعوض ضعف بناء العناصر المسرحية في عمله، لكن من المستغرَب أن يكون الشاب جاهلاً تاريخ القضية الفلسطينية، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. هكذا، سيختزل ابن مخيم عين الحلوة الفلسطينيين بست شخصيات نمطية وسطحية، فيما تختصر المرأة الفلسطينية بهوسها بالأزياء والمراقص و«تكبير الصدر».

إلى جانب عدم مراعاة العمل العنصر الزمني في بناء الشخصيات، سنرى أنّ كل الممثلين الواقفين على الخشبة (وهم جميعاً من جنسية لبنانية) لا يجيدون اللهجة الفلسطينية، إضافة إلى ذلك، يتفلت خيط التسلسل الزمني للأحداث من يد عوض، الذي يبدو مشغولاً في استثمار النكات المبتذلة في مسرحيته. لم تتطرق «قولكن في حل؟» إلى جرائم العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، على الرغم من اهتمام مخرجها بإيجاد «الحل» لقضية وطنه المحتل. الخطاب الوطني المباشر الذي اعتمده المخرج الشاب، لم ينجح في إنقاذ العمل من الابتذال والاستهلاك. كنا نتمنى من عوض عوض، الذي أبدى أشد الاهتمام ببصريات المسرحية من ديكور وإضاءة وأزياء، انتباهاً أكثر إلى مضمون عمله أيضاً، كما كنا نتمنى من المسؤولين في قسم المسرح في LAU حرصاً أكبر على صورة اللاجئ الفلسطيني في لبنان، قبل الموافقة على تقديم عرض «قولكن في حل؟» على أنغام ليدي غاغا، التي اختارها عوض لتكون مبعوثة الولايات المتحدة للشرق الأوسط.