القاهرة | قد يكون دخول فنان شهير في مرحلة صحية حرجة مبرراً لانتشار شائعة وفاته قبل أن يأتي القضاء المحتوم، لكن كيف يمكن تفسير إطلاق شائعات شبه دورية عن وفيات مفاجئة طاولت نجوماً مشهورين كما حدث أخيراً مع نبيل الحلفاوي ومحمود حميدة. قبل يومين من رحيله، انطلق خبر وفاة الممثل السوري القدير خالد تاجا. وهو ما تكرر مرات عدة مع المطرب المصري الراحل عامر منيب، لكن كلا النجمين كان يخضع بالفعل لعلاج مكثف من السرطان، وعانى حالة صحية سيئة تبرّر ربما انطلاق الخبر المغلوط كل يوم حتى يأتي قضاء الله. غير أنّ انطلاق شائعات الوفاة على نحو مبالغ فيه خلال الفترة الأخيرة في القاهرة، يؤكد على الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي التي تجعل الناس يصدقون الخبر قبل أن يقرأوه على أيّ موقع رسمي. وهو ما تكرر مرتين في أسبوع واحد، بدايةً مع الفنان نبيل الحلفاوي الذي كتب نعياً لزميله سيد عبد الكريم على موقع تويتر ليتحول الأمر إلى خبر وفاة الحلفاوي نفسه، من خلال إحدى صفحات الفايسبوك. وبينما راح الناس يتساءلون عن حقيقة الأمر، وخصوصاً أنّ الحلفاوي كان «أونلاين» على تويتر قبل ساعة من انتشار الشائعة. لاحقاً، رد الممثل المحبوب على الشائعة بتعليقات طريفة من بينها «معقول أكون عملت حاجة مهمة زي دي ولا اخبركم»، وأيضاً «المتوفى هو الوحيد الذي لا يعرف بخبر وفاته. وبما أنّني عرفت بالخبر، فهذا غير صحيح»، لكن هناك من لم يتعلم الدرس. ها هي شائعة وفاة محمود حميدة تصل إلى عواصم عربية قبل أن يعرف بها الممثل المصري نفسه، فامتلأ فايسبوك منذ يومين. والثغرة هذه المرة جاءت من قناة «نايل سينما»، التي أعادت عرض حلقة خاصة عن الممثل القدير مع شريط أخبار يسرد أهم أعماله. هذا الأمر جعل بعضهم يعتقد أنّ القناة تنعى صاحب «بحب السيما» و«ملك وكتابة»، وخصوصاً أنّ حميدة بعيد تماماً عن الصحافة والإعلام، علماً أنّه زار بيوت منذ أيام. غير أنّ تجاوب أعضاء مجلس نقابة الممثلين مع الصحافيين، وخصوصاً النقيب أشرف عبد الغفور، والوكيل سامح الصريطي، سرّع في عملية نفي الشائعات التي باتت حدثاً مكرراً في الوسط الفني. والأطرف أنّ هناك نجوماً يتوفاهم الله ولا يعرف البعض إلا بعد انتهاء مراسم التشييع بسبب غياب التغطية الإعلامية! وكان الممثل الكوميدي يوسف داوود عرضة لشائعة الوفاة مؤخراً بسبب إصابته بوعكة صحية، لكن نقابة الممثلين أعلنت أنه ما زال على قيد الحياة، فيما تعرض سمير غانم للشائعة نفسها قبل أشهر، وقبله الممثل حسن حسني. وسط ذلك، يعدّ «الزعيم» عادل إمام الأكثر تعرضاً للشائعات خلال العقد الأخير كلّما أجرى فحوصاً طبية أو غاب عن تصوير أحد أعماله دون مبرر معلن. صحيح أنّ تلك الشائعات تثير غضب الفنانين لأنّها تزرع الذعر في نفوس ذويهم، إلا أنّهم يعدّونها أيضاً مقياساً على حب الجمهور لهم، كما حدث أخيراً مع الحلفاوي وحميدة.