حجز نجوم القاهرة المخضرمون والشباب مواقعهم على خريطة رمضان 2012. بعدما تأثر المشهد الدرامي سلباً بسبب «ثورة 25 يناير»، ستكون المنافسة على أشدها هذا الموسم. هكذا باشر معظم الممثلين تصوير مسلسلاتهم، فكاد عادل إمام ينتهي من «فرقة ناجي عطا الله»، ومحمود عبد العزيز من «باب الخلق»، ويواصل نور الشريف رحلته مع «عرفة البحر»، ويسرا مع «شربات لوز» ... أما آخر الواصلين فهو حسين فهمي الذي يسارع إلى تصوير مسلسله الجديد للحاق بالموسم الرمضاني. النجم المصري كان ضحيّة «النيل الطيّب». حالما اعتذر عن مسلسلي «الصفعة» و«حارة 5 نجوم»، أُبلغ بقرار تأجيل «النيل الطيب» وكان غيابه عن المنافسة شبه مؤكد لولا وقوعه على نص «حافة الغضب» للكاتب محمد سليمان والمخرج حسني صالح وإنتاج «الجابري للإنتاج التلفزيوني».
حمل المسلسل بداية اسم «ورد الخريف»، ثم أراده المخرج «حافة الغضب» كخدعة لإيهام الجمهور بأن العمل تشويقي، فيفاجأ بأنه كوميدي. يشرح فهمي، الذي زار لبنان أخيراً، عن بدء تصوير «حافة الغضب»، كاشفاً لـ«الأخبار» أنها المرّة الأولى التي يعلن فيها عدم خروجه من السباق الرمضاني بسبب تأجيل «النيل الطيب» لأنّ البديل هو «حافة الغضب». وتدور أحداث العمل في قصتين، تقع كل منهما في 15 حلقة على غرار «حكايات وبنعيشها» مع ليلى علوي. وبهذا يكفل فهمي ظهوره في القسم الأول على الأقل في شخصيّة الدكتور محبّ الذي يعمل في أحد المستشفيات ويوقع نفسه في المشاكل. اشتاق «الواد الشقي» إلى الكوميديا، هو الذي كان من بين قلّة من أبناء جيله ممن نجحوا في الكوميديا والتراجيديا معاً. غير أن العمل لن يجمعه بماجدة زكي، صاحبة الحضور المحبب في الكوميديا، كما كان يخطط لأنّ الدور أُسند إلى بطلة أخرى هي سوسن بدر.
هكذا، يسابق النجم المصري الزمن، ليتمكن من الانتهاء من تصوير مسلسله قبل رمضان. وليس بعيداً عن الدراما، يوضح فهمي، الذي يرأس «مهرجان القاهرة السينمائي» في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، «أنني كنت من أشد المعترضين على إلغاء الدورة السابقة»، ويحذّر من «إسرائيل التي أعلنت إطلاق مهرجان مماثل في القدس وإعلانها عاصمة ثقافيّة لإسرائيل».
وعن التغييرات في المشهد الفني إثر فرض السلفيين سطوتهم على أهل الدراما والسينما، يشير إلى «أنّني كليبرالي أعمل مع بعض الزملاء على إنشاء جبهة تدافع عن الفن والدراما، وترفض المساس بحرية التعبير». لا يبدو الرجل خائفاً على مستقبل مصر الفني «والدليل أنّ رمضان المقبل سيعيد كبار النجوم إلى الشاشة». لكن ماذا عن المستقبل الذي يحاصره الإسلاميون؟ لا يعترف فهمي بخطر فعلي على الحركة الفنيّة من القوى الإسلاميّة، كأنّ ما حصل عند طرد فريق مسلسل «ذات» من «جامعة عين شمس» والحكم بسجن عادل إمام بسبب أعماله الفنية هما مسألتان عابرتان. يؤكد فهمي أنّ مواقفه السياسيّة كانت واضحة دوماً «لأنني ضد التوريث في الحكم. وقد قلت كفاية 30 سنة على حسني مبارك». وهو يؤكد اليوم أنه «ضد حكم العسكر لأنني من أنصار الحكم الديموقراطي». لكنّه يعرب عن استيائه من وصول الأحزاب الدينية الى البرلمان، يقول: «ليس العمل السياسي مكان هذه الأحزاب، ولا نريد أن نقضي على ديكتاتورية لنقع في أخرى». ويرشّح للرئاسة المصريّة عمرو موسى. وعن طرح اسم محمد البرادعي للرئاسة، يشير إلى أنّ علامات استفهام كثيرة ترتسم حول سلوكه لجهة اشتراكه في منظمات يهوديّة وصهيونية، ثم «إنّ البرادعي لا يتمتع بقاعدة في مصر».
وإذا كان فهمي تعرّض للنقد قبل أشهر حين وصف المحجبات بأنّهن معوقات ذهنيّاً، فهو يدافع عن نفسه قائلاً «أخطأت التعبير، أردت القول إنّ الحجاب يسبّب إعاقة بدنية» أي أنّه يعوق تحرك المرأة اليومية. صحيح أنّ الممثل المعروف يعلن جهاراً مواقفه السياسيّة، لكنّه لا يخوض في مسألة الدين «كي لا يخسر جمهوره. ببساطة، أؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع».