باريس | عن 70 عاماً، غيّب الموت أول من أمس السينمائي الفرنسي كلود ميلر بعد صراع طويل مع السرطان. رغم مشاكله الصحية، عكف صاحب «الطريقة المثلى للمشي» (1976) قبل أيام فقط من رحيله، على استكمال آخر أعماله «تيريز ــ د»، المقتبس عن رواية شهيرة لفرنسوا مورياك. لم ينخرط كلود ميلر في تيار «الموجة الجديدة»، رغم أنّه خرج من معطفها. بدأ مسيرته كمساعد مخرج إلى جانب مارسيل كارنيه («ثلاث غرف في مانهاتن»/ 1965)، وجان لوك غودار («ويك أند»/ 1967).
عمل لاحقاً مدير إنتاج إلى جانب فرنسوا تروفو في «الإنكليزيتان والقارة» (1971)، لكن حين قرر الانتقال إلى كرسيّ الإخراج، اختار سينما حميمة سعى من خلالها إلى سبر أغوار النفس البشرية، وما يتنازعها من مشاعر، وطباع وغرائز متناقضة. هذا ما جعل بعضهم يلقّبه بـ «وودي آلن الفرنسي».
عرف ميلر الشهرة دفعة واحدة منذ باكورته الطويلة «الطريقة المثلى للمشي» (1976). في عمله، تناول إرهاصات المراهقة المعذبة، وهي تيمة سترافق معظم أعماله لاحقاً من «النزهة القاتلة» (1980) إلى «ليلي الصغيرة» (2003)، مروراً بـ «السارقة الصغيرة» (1988) الذي اكتشف فيه موهبة سينمائية سيكون لها شأن لاحقاً هي شارلوت غينسبور.
نال كلود ميلر جائزة «سيزار» 15 مرة، بين عامي 1977 و2008، وحاز جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان» عن شريطه «مدرسة الثلج» عام 1998. السينما الفرنسيّة تودّعه اليوم على أن يعرض شريطه «تيريز ــ د»، الذي تؤدّي بطولته النجمة أودري توتو، في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.