الدار البيضاء | مشروع إعلامي جديد في المغرب يبصر النور غداً الجمعة. إنّها مجلة «الآن» الأسبوعية الشاملة الناطقة بالعربية. المطبوعة التي تطرح نفسها «تقدمية وحداثية» (تصدرها مجموعة «ماروك بريس بابليشين») يديرها الصحافي المعروف يوسف ججيلي، مع فريق يضم مجموعة من الأقلام الشابة في المشهد الصحافي المغربي كالمحجوب فريات، ومنير أبو المعالي، وفؤاد مدني، وهشام رمرم، ومصطفى أزوكاح، وسامي المودني...
وبحسب ججيلي، فإنّ المجلة ستركز على جنس غائب عن الصحافة المغربية. إنّها «الصحافة الاستقصائية»، هذا ما قاله ججيلي في ندوة أقيمت في مقر المجلة في الدار البيضاء منذ أيام، وحضرها صحافيون من مختلف المنابر المحلية. «اليوم، لم نعد في حاجة إلى صحافيين يجلسون في المكاتب. لقد ولّى هذا الزمن. صحافيونا سيتنقّلون باستمرار بين المدن المغربية لإعداد تحقيقاتهم وتقديم الجديد إلى القارئ المغربي. وأستطيع أن أقول إنّه لا مثيل للمنتَج الذي سنقدمه في السوق، لأنّ هناك نقصاً فظيعاً لجنس التحقيق والريبورتاج الميداني في الصحافة المغربية». وأكمل ججيلي: «بانطلاق مجلة «الآن»، سيلمس المغاربة خطاً تحريرياً رهانه الأول دقة المعلومة وجودتها وآنيتها بالاعتماد على التحقيقات الميدانية وصدقية مصادر الأخبار. أما بالنسبة إلى مضمون «الآن»، فسيولي الاهتمام الأول لصحافة التحقيق والتحري من دون إغفال الأجناس الأخرى». وختم «ستحاول مجلتنا إغناء سوق الأسبوعيات العربية في المغرب الذي لا يزال محدوداً وضعيفاً. وهو ما ستعمل المطبوعة الجديدة على تجاوزه من خلال موقع إلكتروني مواز سيشرف عليه المحجوب فريات».
لم يفت ججيلي الإجابة عن أسئلة الحاضرين التي تتعلّق بالمساهمين في المشروع، بعدما سرت أخبار عن تمويلها من قبل بعض الشخصيات السياسية والحزبية اليسارية بهدف مواجهة المد الإسلامي، بعد وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى رئاسة الحكومة. غير أنّ ججيلي نفى هذه الأخبار، مؤكداً أنه لا صفة حزبية للمساهمين، ومكتفياً بالقول «إنهن نساء محترمات». وأكّد أنّ الخط التحريري الحداثي لا تراجع عنه «الذين يسيّرون الشأن العام الآن، وأقصد «العدالة والتنمية»، سيجدون فينا صوتاً معارضاً حقيقياً بكل مهنية، لأننا نتموقع في الموقع المقابل لهم، ونعدّ أنفسنا معهم خطين متوازيين لن يلتقيا أبداً». يأتي هذا التصريح في وقت ينمو فيه الإحساس بتبعية الصحف اليومية البارزة في المغرب للإسلاميين وتماهيها مع مشروعهم المحافظ.
يذكر أنّ يوسف ججيلي خاض سابقاً تجارب إعلامية عدة. رأس تحرير مجلة «أوال» التابعة لمجموعة «المساء ميديا»، وأنجز تحقيقات مهمة في مشواره المهني، فنال الجائزة الوطنية للصحافة المكتوبة عام 2011. وبعد مغادرته مجلة «أوال» إثر إغلاقها مباشرة بعد سجن الإعلامي المعروف رشيد نيني، قرر تأسيس مشروعه الخاص بمجلة متخصصة في الصحافة الاستقصائية تحت شعار «الآن .. الخبر وأكثر بالواضح».
http://alaanmag.ma