تحتلّ أمسية الغد موقع الصدارة في ما شهده هذا الأسبوع من مواعيد على برنامج «مهرجان البستان». الموعد المرتقَب يجمع بين اثنين من أهم مؤلّفي أميركا اللاتينية، وهما الكلاسيكي البرازيلي المتأثّر بالموسيقى الشعبية هايتور فيلا ـــ لوبوس، والشعبي الأرجنتيني المتأثّر بالموسيقى الكلاسيكية والجاز، أستور بياتزولا. الأعمال المختارة من ريبرتواريْ الرجليْن، تثير الشهية والدهشة.
مِن عند المؤلّف البرازيلي، ستؤدي السوبرانو المكسيكية غوادالوبيه خيمينيز الـ 5 Bachiana Brasileira No، وهو عمل لا ضرورة لوصف جماله، أو تأكيد احتلاله قمة نتاج صاحبه. يليها في القسم الأول من الأمسية عملان لأستور بياتزولا، يعدّان من الأكثر انتشاراً بين روائع المؤلف الأرجنتيني (بعد Libertango طبعاً)، وهما Oblivion وViolentango، ويؤدّي على آلة الباندونيون فيهما العازف الإيطالي ماريو ستيفانو بييتروداركي.
الجزء الثاني من البرنامج يضمّ عملاً واحداً لبياتزولا، تشارك في أدائه «جوقة الجامعة الأنطونية» والأوركسترا الوطنية الفلهارمونية بقيادة جيانلوقا مرتشيانو. وهنا أهمية الأمسية الاستثنائية، إذ تتيح التعرّف إلى عمل منسيّ ومهمّ جداً (على ما يبدو)، قاده المعلِّم الأرجنتيني مرة واحدة عام 1975، ولم يقدَّم أو يسجَّل منذ ذلك الحين على الأرجح. إنّه من فئة الأوراتوريو (عمل موسيقي درامي من دون تمثيل) وقد سبق أن أشرنا إليه في الملف الخاص بالمهرجان على أنه جائزة ترضية عن العمل الأوبرالي الكامل الغائب عن هذه الدورة. عنوان الأوراتوريو «الشعب الشاب»، ويحكي قصة شعب يعيش على عمق ألف متر ومتر، تحت ما يعرف بـ «الريو دب لا بلاتا» (مسطّح مائي بين الأرجنتين والأوروغواي)، وهو ينتظر أن يظهر ليضخ دماً جديداً في الأجيال الصاعدة في أميركا اللاتينية. هذه القصة الرمزية التي كتبها الشاعر هوراثيو فيرير (من الأوروغواي)، تجد صداها اليوم في تلك القارة التي شهدت تحولات في أنظمتها السياسية في السنوات الأخيرة. ربما لهذا يخرج العمل إلى الضوء بعد أكثر من 35 عاماً على وضعه. تجدر الإشارة إلى أن محبي التانغو على موعد مع عرضيْن لفرقة «تانغو ميتروبوليس» (الصورة) مساء السبت والأحد المقبليْن ضمن «مهرجان البستان».



أوراتوريو «الشعب الشاب» ــ مساء الغد ــ «كنيسة القديس يوسف» (مونو ـ بيروت) / «تانغو ميتروبوليس»: مساء 17 و 18 آذار (مارس) ـ «فندق البستان»، (بيت مري ــ شمال بيروت)
للاستعلام: 04/972980