جمهور الـ «ميوزكهول» على موعد مساء الاثنين المقبل مع «فرقة النحاسيات الغجرية اليوغوسلافيّة» بدعوة من كريم غطاس وميشال إلفتريادس. ليس في الأمر مفاجأة. اللبنانيون يعرفون الفرقة البلقانية منذ سنوات. سبق لها أن اعتلت مسارحنا مرّات عدّة. إنها العنصر الغربي في إحدى صرعات ميشال إلفتريادس الغربية/ الشرقية، ونقصد المشروع الذي جمَع الفنان طوني حنا بالغجر. أدّت الخلافات بين طوني وميشال إلى انفراط العقد بينهما، وها هي «فرقة النحاسيات الغجرية اليوغوسلافية» تطلّ لكن من دون مطربها.
أعادت هذه التجربة صاحب الصوت الجبلي إلى الساحة الفنية، بعدما فقد الكثير من شعبيته خلال الحرب، لكن ريبرتوار حنّا المحدود رغم انتشاره الواسع، ومحدودية الموسيقى الغجرية نغماً وإيقاعاً، رغم جمالها وصدْقها وما تكتنفه من طاقة عجيبة، كلّها عناصر لم تكن لتبشّر أصلاً بمشروع فنّي غني، وطويل الأمد. على الأرجح، لم يكن إلفتريادس يتوقّع من التجربة أكثر من ذلك. أساس مسيرته، منذ نحو عقد ونصف عقد، قائم على الضربة الصائبة في المكان والزمان المحدّديْن. هكذا، التقط الصعود المفاجئ لموجة الريترو الشعبي اللبناني مطلع الألفية (طوني حنا)، وانتشار أفلام إمير كوستوريتسا على نحو كبير بعد الحرب (الموسيقى الغجرية)، وحاجات الجيل المتعطش للفرح والرقص، وانفتاح العالم بعضه على بعض بعد انتهاء الحرب الباردة... لتكتمل في ملفه العناصر المطلوبة لنجاح المشروع المذكور. اليوم، وبلغة التجارة، يمكن القول إن إلفتريادس حقق بعض الربح، وأنّ الحفلة القادمة في الـ«ميوزكهول» تندرج تحت خانة «زيادة الخير خير».
لكنّ موسيقى الغجر فقدت بعض بريقها في لبنان اليوم لأسباب عدّة. الجمهور الذي اشترى موسيقى فيلم Underground، وألبوم طوني حنا والغجر، وشاهد حفلات غوران بريغوفيتش (بيت الدين ووسط بيروت) وإمير كوستوريتسا (بيت الدين)، قد لا يتحمّس كثيراً لهذا الموعد الجديد. الموسيقى الغجرية جميلة جداً، وأساسها اللحن. أنغامها تحاكي مقاماتنا الشرقية (تلك التي لا ربع صوت فيها)، كمّا يدغدغ نواحها مشاعرنا وكذلك فرحها، لذا هي قريبة من أذننا. «فرقة النحاسيات الغجرية اليوغوسلافية» ــــ ومشاريع إلفتريادس استطراداً ــــ تتمتّع بالحد الأدنى من الجهد والرصانة اللذين يضعانها خارج التصنيف التجاري الهابط. لكنّ كل ذلك قد لا يسعفها أحياناً، لأنها لا تملك العناصر الكافية التي تقيها ملل المستمعين منها. معظم الأنماط الموسيقية تخضع لهذا القدَر (بدرجات مختلفة)، باستثناء تلك التي تعتمد أسساً متينة ومنوّعة على مستوى الإيقاعات والنغمات والآلات والأشكال (تركيبات الفرق) وغنى الريبرتوار، والخصائص المميّزة لكل نمط وفرع. على سبيل المثال، الجاز، الموسيقى الكلاسيكية الغربية والشرقية...



The Yugoslavian Gipsy Brass Band: 19 آذار (مارس) الحالي ـــ «ميوزكهول» (ستاركو/ بيروت). للاستعلام: 01/361236 و01/999666