غادرت سعاد عبد الله أول من أمس العاصمة اللبنانية بعدما صوّرت بعض مشاهد مسلسلها الجديد «خوات دنيا» في بيروت والريف. العمل الذي تنتجه وتلعب بطولته، يتوقع أن يحظى بمساحة عرض كبيرة على أكثر من محطة كويتية وفضائية منها mbc1 في رمضان المقبل. وكانت الممثلة والمنتجة الكويتية المعروفة، قد اختارت نصّ «خوات دنيا» للمؤلف الإماراتي محمد عبد الله الحمادي، وأولت مهمة إخراج العمل للكويتي غافل فاضل.
وقد حضرت الى بيروت برفقة فريق العمل لتصوير بعض المشاهد التي تفرضها أحداث القصة التي تتناول مسار امرأة تحدّت حواجز التقدم في السنّ والعادات الاجتماعية وقررت العودة الى مقاعد الدراسة في الجامعة، بحثاً عن تحقيق حلم لطالما راودها خلال مراهقتها.
تلك هي تفاصيل الرواية التي يبدو أنها ستسمح لصاحبة «زوارة خميس» بالهروب من منسوب الكآبة العالي في الدراما الخليجية. مأخذ طالما أصاب معظم المسلسلات الخليجية. هكذا، نجد عبد الله (1949) منتجة العمل وبطلته، تصوّر روايةً ذات أبعاد إنسانية، مبتعدةً عن المشكلات الاجتماعية والقضايا الساخنة في مجتمعها. لقد قرّرت البحث عن معاني الحب والصداقة وأهمية تحقيق الذات والأحلام بالنسبة إلى أي إنسان، وتحديداً المرأة الشرقية التي تتزايد عليها القيود الاجتماعية وتتسابق على خنق أحلامها وخيالها ورغباتها.
فريق العمل الذي أتى إلى بيروت جاء من الأردن ومصر والكويت على رأسه الممثلات عبير عيسى، ومها أبو عوف، وعبير أحمد، وملاك الخالدي. بينما سينضم الى فريق العمل في الكويت الممثل حسين المنصور، وزينة كرم، وزهرة الخرجي، ومحمد المسلم، ومشاري البلام.
وسط ذلك، تخلّف الممثل والمنتج السعودي المقيم في الكويت إبراهيم الحربي (تألق في رمضان 2011 بدور البطولة في مسلسل «كريمة») عن الالتحاق بفريق العمل في لبنان، ما يهدّد انضمامه الى «خوات دنيا». أما كلمة «خوات» فتعني الاخوات في الدنيا اللواتي جمعتهن الصداقة الإنسانية بعيداً عن القرابة العائلية وصلات الرحم. وقد انضم الى فريق الممثلين من لبنان وداد جبور، وكاميليا بيضون، ونعيمة ابي سعد، وهن من يجدن طريقهن الى دخول العائلة النسوية المفترضة بعدما تُجبر كل من سعاد (في دور البطلة) وصديقاتها على الاقامة في منزلهن الجبلي إثر تعطل السيارة التي أقلتهن خلال زيارة سياحية في قرى لبنان. وهناك، يعشن معاً حياة قروية نموذجية ملؤها الطيبة والكرم والمشاعر الصادقة. علماً أنّ سعاد اختارت قرية العبادية (جبل لبنان) لتصوير هذه المشاهد بسبب جمال الطبيعة هناك.
«نحن من يخترع الوقت، ويضع له الشروط» رسالة حملها المسلسل الذي أرادت له سعاد عبد الله أن ينقل «صورة لبنان الحقيقي». فريق Simple L المولج مهمة تنفيذ الإنتاج في لبنان، أسرّ لـ «الأخبار» إصرار الممثلة المخضرمة على إلتقاط الكثير من صور طبيعة البلد الخلابة بين مغارة جعيتا وشوارع بيروت ووسطها التجاري مروراً بالكونكورد والحمرا. وقد أصرّت على إبراز «الوجه اللبناني الحضاري على الصعيدين الاجتماعي والإنساني». هكذا بحثت عن قرية ما زالت نساؤها يصنعن الخبز «المرقوق» على «الصاج» وجعلتهن يردحن مواويل «يا مهاجرين رجعوا» في إشارة الى أزمة هجرة الشباب اللبناني بحثاً عن مستقبل آمن. وهنا، تجدر الإشارة الى أنّ عبد الله حاصلة على درع التكريم من عاليه (جبل لبنان) البلدة التي اختارتها مسكنها شبه الدائم، علماً أنّها استقالت من منصب سفيرة لنوايا الحسنة لمنطقة الخليج العربي (منظمة اليونيسيف) إبان عدوان تموز احتجاجاً على تقاعس الأمم المتحدة عن اتخاذ موقف حازم تجاه العدوان الإسرائيلي.
وتعدّ عبد الله واحدة من أبرز الممثلات في الخليج العربي، سجّلت في بداياتها عدداً من الأعمال الكوميدية للتلفزيون والمسرح. وكانت أول فنانة خليجية تقدم برامج فوازير ومسابقات، خصوصاً أنّها تمتلك أيضاً موهبة الغناء. شاركت في أوبريتات عدة مع عبد الحسين عبد الرضا، وخالد النفيسي والممثل السوري دريد لحام. كذلك كتبت فكرة أكثر من عمل فني شاركت فيه.
وبعدما قدّمت مع الفنانة حياة الفهد سلسلة من أهم الأعمال التلفزيونية الناجحة، منها «رقية وسبيكة»، و«على الدنيا السلام»، و«خالتي قماشة»، و«سليمان الطيب»، و«خرج ولم يعد»... دخلت زميلتا المهنة الصديقتان في منافسة شديدة أشعل فتيلها الموسم الرمضاني كل عام. وبينما تقوم عبد الله بالمزيد من المهام على صعيد الانتاج والتمثيل ومتابعة تنفيذ تفاصيل «خوات دنيا»، اختارت «سيدة الشاشة الخليجية» حياة الفهد خوض الامتحان الرمضاني المقبل كممثلة فقط. وتطلّ في شهر الصوم عبر مسلسل «حبر العيون» للمؤلف جمال سالم والمخرج أحمد يعقوب المقلة.