رام الله | بعد جدل رافق العملية الانتخابية، فازت قائمة «نقابة مهنية للجميع» التي ألّفتها حركة «فتح» بـ 48 مقعداً خلال انتخابات نقابة الصحافيين التي أُجريت منذ أيام في رام الله، فيما حصلت قائمة «الصحافي المستقل» على خمسة مقاعد من أصل ستة مرشّحين كوّنوا قائمتها. أما قائمة «التحالف المهني الديموقراطي» التابعة لليسار، فنالت عشرة مقاعد، وقاطعت «كتلة الصحافي الفلسطيني» (حماس) الانتخابات. علماً أنّ مجلس النقابة يتكون من 63 مقعداً.
ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت الانتخابات، وخصوصاً أنّها أقيمت بإشراف «الاتحاد الدولي للصحافيين» و«اتحاد الصحافيين العرب»، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ ما أفرزته هو الأفضل للصحافيين الفلسطينيين. «الأخبار» التقت حسام عز الدين من كتلة «الصحافي المستقل»، الذي أكّد أنّه رغم مقاطعة كتلة «الصحافي الفلسطيني» التابعة لـ «حماس» لمجريات العملية الانتخابية، فإن ذلك لا يعني عدم شرعية ما جرى، وخصوصاً «أنّ صحافيي غزة شاركوا في الانتخابات بنسبة وصلت إلى 72%، عبر آلية إلكترونية أشرف عليها الاتحاد الدولي للصحافيين، واتحاد الصحافيين العرب». والأهم بحسب عز الدين «أنّ الانتخابات أجريت بعد عامين على انعقاد المؤتمر الأول للنقابة، مما يعدّ إشارة إيجابية إلى تأسيس شيء ما للصحافيين، وهو ما غاب لسنين طويلة في الماضي».
وتحدث عز الدين عن فكرة كتلة «الصحافي المستقل» التي «تحمل رسالة واضحة تقضي برفض التدخل الحزبي في النقابة»، رغم أنّ هذه الكتلة دخلت بقائمة الحد الأدنى حسب قانون النقابة، أي بسبعة أشخاص. و«بعد انسحاب السابع، خضنا الانتخابات بستة أشخاص ليفوز منّا خمسة، ما يعني نجاحاً بأكثر من 90% لفكرة الكتلة، وتعبيراً عما يريده الصحافيون، أي نقابة تضع المهنة الإعلامية كأولوية اهتماماتها بعيداً عن السياسة».
لكنّ الأمر بدا مختلفاً في غزة. قال عشرات الصحافيين في القطاع إنهم «لن يتعاطوا مع أيّ نتائج تفرزها انتخابات النقابة التي تجرى في الضفة الغربية، ولن يعترفوا بأي مجلس أو نقيب ينبثق عنها». الصحافيون الذين اعتصموا احتجاجاً على إجراء انتخابات «منفردة» في رام الله، وصفوا الانتخابات بـ «الفضيحة النقابية والسياسية والأمنية العارية من أيّ أسس قانونية أو مهنية، لكونها تستثني المئات من الصحافيين». وحمّل هؤلاء الجهة التي عطّلت مبادرات توحيد النقابة المسؤولية الكاملة لما ستؤول إليه الأمور. وكان عضو مجلس إدارة «كتلة الصحافي الفلسطيني» ياسر أبو هين قد أعلن أنّهم كانوا قد اتفقوا مع «ممثلي مكتب الصحافيين» التابع لحركة «فتح» على إجراء انتخابات موحدة بين الضفة وغزة، تقام في نهاية آذار (مارس) الحالي «لكن مكتب صحافيي «فتح» أخلّ بالاتفاق»، متهماً إياه بمحاولة خطف نقابة الصحافيين الفلسطينيين.
أما نقيب الصحافيين عبد الناصر النجار، فقال «عملنا من خلال هذه الفترة على خلق بيئة ديموقراطية وحرية، وحصلنا على وعود من الحكومة الفلسطينية تكفل الحرية الكاملة للصحافيين من دون رقابة ومنع، واعترضنا على مختلف أشكال الانتهاكات التي تمارس بحق الصحافيين في الضفة وغزة، وقد تصاعدت بسبب الأجواء السياسية».
يذكر أنّه منذ الانتفاضة الأولى، سقط أكثر من 20 شهيداً من الصحافيين وأصيب المئات، إضافةً إلى الاعتداءات على المؤسسات الصحافية، وآخرها القرصنة التي تعرّضت لها المحطات المحلية في رام الله.