هل أفلتت خيوط اللعبة من يد بيار الضاهر؟ وهل غادر جورج غانم lbc أم أنّه سيعود من إجازته قريباً؟ وما مصير موظّفي «باك» الـ 400 الذي يمثّلون 90 في المئة من طاقم lbc الأرضية ووجدوا أنفسهم بين سندان آل الضاهر، ومطرقة الوليد بن طلال؟ لم يسنح لـ«الشيخ بيارو» أن يتذوّق نشوة حكم الاستئناف الذي صدر لمصلحته في الدعوى بينه وبين «القوّات اللبنانيّة»؛ إذ وجد نفسه يعيش أياماً مصيريّة بعد انتشار خبر الإجازة التي أخذها مدير الأخبار والبرامج السياسية في المحطّة جورج غانم إثر مشادة نشبت بينه وبين الضاهر.

ويبدو أنّ هذه الإجازة ستمثّل نقطة مفصليّة في مستقبل بقاء غانم في المؤسسة، وخصوصاً بعدما أشيع عن انقطاع حبل الودّ نهائياً بين الرجلين. والخلاف بينهما ليس وليد اللحظة. للضاهر مآخذ قديمة على طريقة إدارة جورج غانم للأخبار التي يرى أنّها تحتاج روحاً جديدة. وجاء وصول زميلنا السابق خالد صاغية إلى «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» مسؤولاً عن قسم المراسلين في الأخبار، ليصبّ الزيت على النار؛ إذ انتفض غانم رافضاً «بعد هذا العمر» أن يأتي شخص «من الصحافة المكتوبة» ليحدد مسار نشرته من خلال ادارة المراسلين، من دون أن ننسى ما اعتُبر في الآونة الأخيرة «تهميشاً» لزوجته الإعلاميّة دوللي غانم.
لكنّ قضيّة جورج غانم ليست الأزمة الوحيدة التي تواجهها lbc. هناك مصير مجهول ينتظر 400 موظف بسبب الخلاف الناشئ بين الوليد بن طلال والضاهر، ما قد يهدد وظائف المتعاقدين مع شركة PAC التي يملك الوليد 89 في المئة منها، وتنتج أغلب برامج المحطة الأرضية. علماً بأن الضاهر لم يوفّر نشرة الأخبار في نزاعه مع الوليد بن طلال، بل طلب عدم بثّ أي خبر عن نشاطات ليلى الصلح، رئيسة مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانيّة. وكانت آخر نتائج المواجهة مع الوليد، إيقاف برنامج «حلوة بيروت» منذ أيام، واستمرار توقُّف برنامج «أحمر بالخط العريض» الذي يصفه مصدر من داخل المؤسسة بالموقّت، ما يعني توقّف حركة الإنتاج والاستعانة بالبرامج الأخرى («آراب آيدول»، «فاطمة»، «روبي») التي تقدَّم في عرض ثان بعد «أم. بي. سي» بكلفة زهيدة باستثناء برامج معدودة.
موظفون كثر في القناة الأرضية لم يقبضوا رواتبهم عن الشهرين الماضيين. وزادت البلبلة أمس عندما اعتكف بعض المتعاقدين مع المؤسسة في انتظار دفع رواتبهم المستحقّة. وكاد احتجاج بعض موظفي المونتاج في قسم «الأخبار» أن يعرقل تقديم نشرة الثالثة. وزاد تدخّل المديرة الإدارية لارا زلعوم الطين بلّة، حين أبلغتهم أنّها لا تحمل إجابة بشأن موعد القبض. حينها، تدخّلت رندة الضاهر، وطلبت مهلة 24 ساعة لتوفير الأموال اللازمة بحسب موقع «القوات اللبنانيّة».
ولعلّ البرنامج الوحيد القادر على الصمود سيكون «كلام الناس» مع مارسيل غانم، علماً بأنّ رندة الضاهر تشكو دائماً من تراجع نسبة مشاهدته، وتطالب بتغيير صيغته. لكن ما هو مصير البرنامج الخاضع انتاجيّاً لـ «باك»، مثل برامج أخرى، بل مثل الأخبار نفسها؟ لقد تلقّى موظفو المحطّة الذين تربطهم عقود مع الشركة المذكورة، تعميماً في الأيام الماضية، مفاده أن بيار الضاهر لم تعد له علاقة بها؟ كيف يستمرّ هؤلاء في العمل لـ lbc إذاً؟ علماً أن مارسيل الذي استطاع الحفاظ على برنامجه طوال هذه السنوات على المحطة الأرضيّة، يحارب اليوم «سلميّاً» لإبقائه على المحطة الفضائيّة التي صارت للوليد بن طلال (ويبدو مستغرباً إبقاء الفضائيّة اللبنانيّة على برنامج سياسي، بعدما أوقفت كل البرامج السياسيّة منذ زمن، وتبعتها نشرات الأخبار قبل ثلاثة أشهر).
وبالعودة إلى شركة PAC، فإن مصير الموظفين المتعاقدين معها، ما زال معلّقاً وضبابيّاً. ولعل التعاقد الحر الذي تقترحه lbc عليهم، سيجعل مَن قرّر الالتحاق بالمحطة الأرضية يعيد التفكير ألف مرّة بعد المستجدات الأخيرة. تقول مصادر من داخل المحطّة لـ«الأخبار» إنّ رندة الضاهر طلبت من موظفي المحطة الأرضية الذين يرتبط تسعون في المئة منهم بعقود مع «باك»، أن يفضّوا عقدهم مع الشركة، لإعادة توقيعه مع الأرضية كتعاقد حرّ. لكن ما لم توضحه السيدة الضاهر، أن هذه الخطوة ستحتّم على من يقوم بها بنوداً جزائية سيضطرون إلى تسديدها لـ«باك»، بينما يجدون أنفسهم من دون ضمانات مع lbc الأرضية. في هذه الأثناء، يبدو أن المحطة تمتنع عن توفير الحد الأدنى من الخدمات لموظفيها من مياه الشرب والقهوة؛ «لأن الكافيتريا موجودة، ولن يفلس أحد إذا دفع 500 ليرة ثمن قنينة المياه». وأوقفت أيضاً اشتراكات الصحف قبل أسبوعين، بل انقطعت بطاقات البنزين عن السائقين وكادوا، لولا إيجاد حلّ المسألة، يدفعون تكاليف الوقود من أموالهم. وتردد في وقت متأخّر أمس أنّ وزير العمل سليم جريصاتي تلقى إشعاراً من شركة «باك» (الوليد بن طلال) بنيتها صرف 400 موظف لأسباب مالية، لكنّ جريصاتي نفى في اتصال مع «الأخبار» هذه المعلومة.
هذا الوضع المستمر بالتدهور، يترافق مع زيادة نفوذ تركي الشبانة مدير شبكة «روتانا» المقرّب من الوليد، والذي يخوض صراع مصالح مع الضاهر داخل المحطّة. ويؤكّد العارفون أن الأخير زرع في المحطّة أعيناً وآذاناً تتكفل بمراقبة غريمه. ولعل هذا ما يجعل ثورة الشيخ على الموظفين الذين رافقوا وفداً من طرف الوليد داخل المحطة مفهومة؛ لأنه شعر بأن مؤسّسته مخروقة، وهو بالتالي عاجز عن معرفة أصدقائه من خصومه.
هكذا خسر الضاهر الفضائيّة اللبنانيّة وتراجع نفوذه في PAC، وتقلص نفوذ رولا سعد بعد سحب برنامج «ستار أكاديمي»، الدجاجة التي تبيض ذهباً، من يد شركة Vanilla Production التي تملكها مع بيار الضاهر وآل شويري. اليوم تبدو فكرة إنشاء الضاهر محطة فضائيّة بديلة للقناة اللبنانيّة ضرورة ملحّة. هل يتمكن من إقناع شركائه آل شويري بهذه المخاطرة؟ الأيام المقبلة ستكشف مصير موظّفي المحطّة، ومصير البرامج المعلّقة، وقرار جورج غانم بالعودة... لكنّ الأكيد أنّ هناك خوفاً فعلياً على مستقبل lbc، فهل تعيش «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» فعلاً آخر أيامها؟