في خضمّ التحوّلات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربيّة، يصرّ «المهرجان اللبناني للكتاب» أن يحافظ على طابعه المحلّي. هكذا، يغيب عن البرنامج الثقافي المرافق للدورة 31 أي عنوان ينتمي إلى الحقل المعجمي للثورة... كأنّ أنطلياس تقع على جزيرة معزولة، تنحصر هواجس قاطنيها بهموم من نوع «سنجوب وأنا منحافظ على الغابة» كما يشير عنوان ندوة تنظّمها «جمعيّة الثروة الحرجيّة والتنميّة» (10:30/ اليوم). في المؤتمر الصحافي الذي عقدته «الحركة الثقافيّة ـــ أنطلياس» للإعلان عن المعرض، تحدّث أمين الإعلام في الحركة الصحافي جورج اسطفان عن قدر هذا الوطن الصغير أن يعيش خريفاً أبدياً في وقت تشهد سقوط توتاليتاريات في المنطقة التي كان لبنان يتباهى بتفرده فيها ككيان ديموقراطي. ووعد بأن تكون الدورة الحالية من المهرجان الذي تشارك فيه 51 دار نشر، محطّةً للحوار والنقاش والأمل. لكنّ الحدث الذي انطلق السبت في «دير مار الياس»، لم ينجُ هذه السنة أيضاً من الانجرار إلى ما يشبه ثقافة الصالونات: الوجوه نفسها تتكرّر في الندوات والتواقيع، والمحاور ذاتها، والأسماء المكرّمة تكاد تكون ذاتها.
وكعادته كلّ عام، يخصص المهرجان تظاهرة خاصّة لتكريم «أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي» تحتفي كلّ يوم بشخصيّة تركت أثراً في الثقافة والفكر والأدب، وسيكون المحتفى به مساء اليوم مثلاً المطران غريغوار حداد. وسيحتفي «دير ما الياس» بعد غد الخميس بـ«يوم المرأة العالمي» من خلال تكريم عالمة الاجتماع اللبنانيّة خيريّة قدّوح. ويخصص يوم 9 آذار للاحتفال بعيد المعلّم، من خلال تكريم المربيين أمين زيدان وعدلا سبليني. من المواعيد الأدبيّة المهمّة على روزنامة المهرجان، لقاء وقراءات شعريّة حول الترجمة الفرنسية لكتاب الشاعر الراحل بسام حجار «سوف تحيا من بعدي» الصادرة أخيراً عن دار «لوريان دي ليفر». وسيشارك في اللقاء عند الرابعة والنصف مساء اليوم الشاعر عباس بيضون، والروائي حسن داود، وألكسندر نجار، ومترجمة الديوان نتالي بوتان. كذلك يتذكّر «المهرجان اللبناني للكتاب» الأديب اللبناني فؤاد سليمان في مناسبة مئوية ولادته في ندوة حول أعماله وحياته، يشارك فيها السيد هاني فحص، والروائية املي نصر الله، والأديب جورج شامي، والشاعر محمد علي فرحات (4:30ــ 15/3).



«المهرجان اللبناني للكتاب»: حتى 18 آذار (مارس) ـــ «دير مار الياس» (أنطلياس ـ شمالي بيروت). للاستعلام: ٤٠٤٥١٠/04 ـــ www.mcaleb.org/ar