عكّا | منذ بداية «ثورة 25 يناير»، لم يكن الفلسطيني بعيداً عن صور ميدان التحرير وميادين مصر كلّها. أصبحت كلّ الصورة مألوفة، فوتواغرافية كانت أم متحركة، تماماً كالأغنيات والشعارات التي رفعها المتظاهرون. في معرض «إعادة تعبئة مصر» الذي يضمّ 15صورة بالأبيض والأسود، نجح المصوّران الألمانيان أنجليكا وبيرند كولماير في نقل روح الثورة المصرية التي التقطتها عدسات كاميرتهما في ميدان التحرير وإحضارها إلى المشاهد الفلسطيني. بعدما حطّ المعرض «معهد غوته» في رام الله، ثم «مركز يبوس الثقافي» في القدس، ها هو يختتم جولته في «محترف شبابيك» في غزة الذي سيحتضنه من 28 آذار (مارس) لغاية 11 نيسان (أبريل) 2012. في هذا المعرض الذي يمثّل توثيقاً مرئياً عميقاً يرصد ملامح الناس في مصر، نرى وجوه مصريين يحملون لافتات كُتبت عليها شعارات تنادي بالحريّة والعدالة الاجتماعية والديموقراطية، وبعضها حمل حسّ الفكاهة والسخرية، الذي اعتدناه من الشخصية المصرية.

يقول منسق المعرض في «مركز يبوس» خالد الغول في حديث مع «الأخبار» إن أهمية المعرض تأتي من كونه يلامس قضايا وهموم واهتمامات حياتية ووطنية تقارب بعمق الواقع الفلسطيني وتفاعلاته الداخلية. تتناول الصور الطموحات التي يسعى الشباب المصري إلى تحقيقها وتمثّل في اتساعها جزءاً من جملة الطموحات والأهداف الشاملة للشعب الفلسطيني على رأسها الحرية. وأضاف إنّ الأهمية تكمن أيضاً في أن المعرض يفتح نافذة يطل من خلالها الجمهور الفلسطيني على ما يدور في وعي ووجدان المواطن المصري في غمرة الثورة.
لا شك في أنّ الارتباط الفلسطيني المصري ارتباط تاريخي. وخلال الأيام الأولى من الثورة المصرية، ابتكر الفلسطيني سبلاً للتضامن مع ثورة المصريين من خلال التظاهرات في الشوارع المختلفة، أو حتى التضامن الإلكتروني الذي تُرجم بإبداعات موسيقية وبصرية أنتجها فنانون في فلسطين والشتات. معرض «إعادة تعبئة مصر» جاء بمثابة زيارة إضافية لروح الثورة المصرية إلى فلسطين، التي لم تغب عن عيون الفلسطينيين منذ بدايتها. هي موجودة في القدس ورام الله وغزة وحيفا كما يليق بها.



Egypt Reloaded: من 28 آذار (مارس) حتى 11 نيسان (أبريل) ــــ «محترف شبابيك»، غزة ــ www.goethe.de