القاهرة | قد لا يعلم الجمهور أن شخصية «بيري» التي أدّتها منى زكي في فيلم «سهر الليالي» (2003)، كانت مكتوبة للفنانة أنغام. لكن هذه الأخيرة اعتذرت عن عدم المشاركة في الشريط قبل انطلاق التصوير. وهو ما فعلته مع أعمال أخرى كثيرة بسبب خوفها من مواجهة الكاميرا. لكن يبدو أن هذا الواقع تغيّر أخيراً مع مسلسل «في غمضة عين».
خلال أيام قليلة، ستقف صاحبة «سيدي وصالك» أمام كاميرا التلفزيون للمرة الأولى. المغنية التي تعدّ ـــــ إلى جانب شيرين عبد الوهاب ـــــ من أهم الأصوات المصرية حالياً، ستخوض تجربتها الدرامية هذه، بعدما تراجعت عن مشاريع عدة في السينما أو التلفزيون. لكن نص الكاتب فداء الشندويلي «في غمضة عين»، دفعها إلى المغامرة هذه المرة، رغم أنها ستظهر في شخصية فتاة تعيش في الصعيد. وهو ما جعلها تخضع لتدريبات بهدف تحسين لهجتها الصعيدية، وهي أصعب اللهجات المحلية في مصر. والمعروف أنّ كل الممثلين الذي يؤدون هذه اللهجة يكونون تحت مجهر أهالي الصعيد الذين لا يتردّدون في انتقاد من يفشل في هذا الامتحان.
أما مخرج المسلسل سميح النقاش، فيضع حالياً اللمسات النهائية للعمل، وفق ما قالت لـ«الأخبار» الإعلامية والممثلة نجلاء بدر. ويعدّ سميح النقاش من المخرجين الذين جمعوا في الآونة الأخيرة بين السينما والتلفزيون. إذ قدّم مسلسل «كابتن عفت» للنجمة ليلى علوي، وفيلم «مقلب حرامية» لمحمود عبد المغني ومجموعة كبيرة من النجوم
الشباب.
وبالعودة إلى موضوع المسلسل، فقد أوضح بدر أنّ الأحداث تنطلق من ملجأ للأيتام يضم صديقتين، هما أنغام وداليا البحيري، إلا أنّ الحياة تفرق بينهما، فتذهب أنغام إلى الصعيد، بينما تعود داليا البحيري إلى بيت عمها، حيث نجلاء بدر وشقيقها الذي يؤدي دوره شريف رمزي، وخطيبها أحمد وفيق.
لكنّ الفتاتين تعودان وتلتقيان في النصف الثاني من المسلسل الذي ينتجه الممثل محمد الشنقيقري في أولى تجاربه في هذا المجال، إلى جانب مشاركته في التمثيل في العمل. وكانت داليا البحيري قد التحقت بالمشروع بعد اعتذار نيللي كريم المرشحة الأولى للشخصية بسبب انطلاق تصوير مسلسل «ذات» في الوقت نفسه. ويجري حالياً الإعداد لمجموعة الأغنيات التي ستؤديها أنغام في العمل، وإن كانت الأولوية لانطلاق التصوير حتى يلحق بالعرض الرمضاني.
لكن، كما كان متوقّعاً، لم يمرّ العمل من دون مشاكل. حالما أعلنت نيللي كريم انسحابها من المسلسل، واستبدالها بداليا البحيري، خرجت أخبار تؤكّد وجود مشاكل بينها وبين أنغام بسبب خلاف على ترتيب الأسماء في التيتر. وقالت أنغام أثناء توقيع عقد المسلسل «علاقتي بنيللي جيدة، وأنا من أشد المعجبين بأعمالها، وخصوصاً دورها في مسلسل «الحارة»، ولا أعلم من أين يأتي هذا الكلام السخيف، فكل ما في الأمر أنها انسحبت من العمل بسبب انشغالها بتصوير مسلسل آخر». كما أن كريم نفسها نفت وجود أي خلاف بينهما.
يذكر أنّ أنغام كانت قد خاضت تجربة تمثيل وحيدة في مسرحية «رصاصة في القلب» أمام علي الحجار قبل 13 عاماً، وحققت وقتها نجاحاً كبيراً، وخصوصاً أن العمل مأخوذ عن الفيلم الشهير لمحمد عبد الوهاب الذي يحمل العنوان نفسه. غير أن خطوة أنغام الأخيرة تطرح التساؤلات حول إمكانية تكرار باقي المغنين تجربة التمثيل في المرحلة المقبلة بسبب تراجع الاهتمام بسوق الكاسيت في العالم العربي، إلى جانب النجومية التي يحصدها الفنان من خلال ظهوره في الدراما التلفزيونية. وكان مغنون كثر مثل إيهاب توفيق، وهشام عباس، ومحمد حماقي، قد تراجعوا عن خوض التجربة أكثر من مرة، لكن يبدو أن المعادلة قد تتغير إذا نجحت أنغام.



الصراع مستمرّ مع «عالم الفن»

لم تنتهِ بعد قضية أنغام مع شركة «عالم الفن». رفعت محكمة القاهرة الاقتصادية الغرامة المفروضة على النجمة المصرية من أربعة آلاف جنيه (700 دولار تقريباً) إلى ثمانية آلاف جنيه (1400 دولار)، في القضية المرفوعة من شركة الإنتاج ضدّها. وكانت المحكمة الابتدائية قد أصدرت قراراً في وقت سابق يقضي بتغريم أنغام أربعة آلاف جنيه لأدائها ثلاث أغنيات من إنتاج «عالم الفن» في إحدى الحفلات، من دون أن تحصل على إذن كتابي منها. والشركة المصرية الشهيرة طالبت بتعويضها بمبلغ 200 ألف جنيه، لكن المحكمة خفضت الغرامة إلى 8 آلاف.