القاهرة | الشهرة الوحيدة التي اكتسبها مسلسل «ذات» حتى الساعة، كانت نتيجة طرد فريق العمل من جامعة «عين شمس» (حيث كان يصوّر بعض المشاهد) بسبب «ملابس بعض الممثلات» التي اعتبرت «فاضحة ومثيرة». لكن، ماذا عن مضمون المسلسل نفسه؟ العمل المقتبس عن رواية لصنع الله إبراهيم بالعنوان نفسه، يرصد المتغيرات السلبية التي طاولت المصريين بسبب حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. هكذا نتعرّف في السيناريو الذي كتبته مريم نعوم إلى شخصية شابة تدعى «ذات» (نيللي كريم ـــ الصورة) تولد عام 1952 وتدخل الجامعة في بداية السبعينيات. يومها، كانت الحركة الطلابية في عزّ نشاطها، تزامناً مع تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي (1973). لكن عندما يخرج هذا الجيل من الجامعة إلى الحياة العامة، سيكون عهد أنور السادات قد شارف على النهاية، واتفاقية «كامب دايفيد» باتت أمراً واقعاً. ثم يقتل السادات، تاركاً مبارك يتحكم بمستقبل المصريين.

كان من المفترض أن تقدم المخرجة كاملة أبو ذكرى الأحداث في 15 حلقة فقط ضمن الصيغة المبدئية للمشروع بالاتفاق مع المنتج غابي خوري. لكن فشل معظم المسلسلات التي قدمت بالطريقة نفسها دفع فريق العمل إلى استغلال تأجيل التصوير منذ العام الماضي لكتابة الحلقات مجدداً، على أن تعرض طيلة ثلاثين يوماً. وإلى جوار نيللي كريم، اختارت أبو ذكرى عدداً كبيراً من النجوم أصحاب الخبرة التلفزيونية والسينمائية، من بينهم باسم سمرة، وهاني عادل، وانتصار، وناهد السباعي، وهشام إسماعيل، وعمر السعيد، وأحمد كمال.
وفيما بدأ فريق العمل التصوير في مواقع أخرى انتظاراً لحل أزمة كلية الهندسة في «جامعة عين شمس»، خرجت تصريحات غير متوقعة من بعض العاملين في المسلسل تؤكد أنّ جزءاً من الأزمة التي وقعت قبل أسبوع يتحمل مسؤوليتها العاملون في المسلسل.
إذ اختيرت فتيات «سمينات وقصيرات»، الأمر الذي جعل الملابس السبعينية تبدو عليهن خادشة للحياء! وقال هؤلاء إنه سيتمّ استبدال هؤلاء الممثلات بفتيات «أرفع وأطول»، «منعاً لاستفزاز الطلاب»، لكن من دون تغيير «ستايل» الملابس. وتدور مفاوضات حالياً مع إدارة الكلية لاستئناف التصوير، لكن فشلها يعني ضرورة البحث عن مكان قريب الشبه من الكلية التي شهدت الأزمة وإعادة تصوير المشاهد التي صوّرت في «عين شمس».