ثلاث تغريدات كانت كافية لتثير زوبعة ضد جودي رودورين (الصورة). لكن مصاعب «نيويورك تايمز» مع إسرائيل ليست وليدة اللحظة. في كانون الثاني (يناير) الماضي، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنّ «العدو الأكبر» الذي تواجهه الدولة العبرية هو «صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية» وفق مجلة «ذا اتلانتيك» (19 كانون الثاني/ يناير 2012). ليس هذا فحسب. في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، رفض نتنياهو دعوة «نيويورك تايمز» إلى كتابة افتتاحية فيها. كبير مساعديه رون ديرمر ردّ على الصحيفة مبرراً رفض نتنياهو بالقول «يبدو أن الطريقة الفضلى للنجاح في كتابة افتتاحية في «نيويورك تايمز» هذه الأيام هي مهاجمة إسرائيل»، مفنّداً سجل افتتاحيات الصحيفة في الفترة الممتدة من أيلول (سبتمبر) وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وقال «خلال هذه الأشهر الثلاثة، نشرتم عشرين افتتاحية عن إسرائيل، 19 منها كانت سلبية».

واليوم، تضاف إلى هذه القائمة قضية تعيين جودي رودورين «المناهضة لاسرائيل» كما وصفها كتّاب أميركيون يهود معروفون بتحيّزهم للكيان العبري كالكاتب في «ذا اتلانتيك» جيفري غولدبرغ فقط لأنّها تتمتع بـ«الجرأة» لقراءة كتاب بيتر بينارت الذي ينتقد إسرائيل وتعلن أنّها ضد «حزب الليكود». ولعلّ أكثر ما أثار استياء غولدبرغ، أنّ رودورين اختارت علي أبو نعمة كأول شخصية تريد مقابلتها حين تتسلّم عملها، ووصفه بالـ«مروّج لتدمير إسرائيل».
الانتقادات الموجهة إلى رودورين «سخيفة جداً» كما قال الأستاذ في «جامعة سان فرانسيسكو» ستيفن زيونز، موضحاً لـ«الأخبار» أنّه «يتعيّن حتماً على المراسلين أن يمدّوا علاقة عمل ودّية مع الفلسطينيين والإسرائيليين... هذا يسمّى الموضوعية. وهو عامل مهم في العمل الصحافي، ويصبح أكثر أهمية في التعاطي مع القضية الأكثر حساسية في الشرق الأوسط، أي فلسطين وإسرائيل».