عكّا | مع أطفال «مسرح عيون» الجولاني، قضى الممثل الفلسطيني خليفة ناطور أشهراً عديدة حيث عمل معهم على إخراج مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير التي لاقت نجاحاً على مستوى فلسطين والجولان السوري المحتل. بعد ذلك، قرر ناطور أن يخوض تجربة إخراج عمل مسرحي ثانٍ يجسّد طبيعة العلاقات الإنسانية والحياة الاجتماعية لسكان الجولان السوري في ظلّ الاحتلال. هنا، جاء النص الذي كتبه الكاتب والمخرج معتز أبو صالح (مجدل شمس) بعنوان «قمر على باب الشام» ليكون الأنسب ليحكي قصة هذه المنطقة البعيدة/ القريبة.
يُشكل هذا العمل باكورة «مسرح الميدان» في حيفا للعام 2012. يعرض للمرة الأولى غداً على خشبة المسرح. يحكي العرض قصة صديقين من الجولان المحتلّ أمضيا أكثر من عشرين عاماً في السجون الإسرائيلية لأسباب سياسية (يقوم بدورهما كلّ من الفنان مكرم خوري والفنان غسّان عبّاس). أحدهما إبراهيم يحلم أن تطأ قدماه مرة أخرى أرض بلاده التي أرغمه الاحتلال على العيش بعيداً عنها، ويفصل بينهما شريط حدوديّ يبعد عنه متراً واحداً. ويحاول صديقه يوسف إقناعه بالبقاء في الجولان بشتّى السبل، مرة بالترغيب، ومرة بالترهيب فتخلق المعضلة الأبدية بين واقع «هُنا» وحلم «هُناك».
في حوار أجرته صحيفة «الاتحاد» الفلسطينية مع الفنان خليفة ناطور حول هذا العمل المسرحي الجديد، تحدث عن العلاقة بين سياق نصّ المسرحية وبين الحالة التي يعيشها أهل الجولان اليوم، وكيف يحيا كثيرون منهم في بحث دائم عن معنى لوجودهم في هذا المكان، إضافة إلى التخبّط اليومي المترجم من خلال الشخصيتين الرئيسيتين في المسرحية. من ناحية، يمكنهم (لو رغبوا بذلك) عبور الأسلاك الشائكة والحدود المفروضة بينهم وبين الوطن الأم، لكن من ناحية أخرى قد يكون لهذا العبور الفعلي والمجازي عواقب شديدة لا رجوع عنها في هذه المرحلة. فيما يصف معتز أبو صالح المسرحية بأنّها «قصيدة جولانية لكنها كونية تحكي عن وجع كل جولاني لكنها أيضاً تلامس كل شخص يعيش جدلية الحلم والواقع». يأتي نص «قمر على باب الشام» ليشعر المشاهد الفلسطيني بالانتماء إلى مكان بعيد عن عالمه اليومي رغم قربه الجغرافي منه. إنّه محاولة للاحتواء المتبادل بين الفلسطيني والسوري اللذين يعيشان تحت الاحتلال. وعلى الرغم من أنّ المسرحية تحكي قصة أهل الجولان السوري المحتل، إلا أن هذه القصة هي بلا شك شبيهة بقصص كلّ الشعوب المضطهدة والمقهورة التي تقع تحت الاحتلال في هذا العالم.



«قمر على باب الشام»: 8:30 مساء غداً وبعد غد ـــ «مسرح الميدان»، حيفا ــــ
http://new.al-midan.net