لم تشأ «نقابة الفنانين المحترفين» في لبنان أن تصدر قراراً مجحفاً في حقّ الفنانين التونسيين بسبب ما قاله وزير الثقافة المهدي مبروك. ورغم أن تصريح هذا الأخير بأن «مشاركة نانسي عجرم، وإليسا، وشيرين عبد الوهّاب، وتامر حسني في مهرجان قرطاج سيكون على جثتي» يُعَدّ مهيناً بغض النظر عن القيمة الفنية لأعمال المذكورين، إلا أنّ ردّ فعل النقابة اللبنانية جاء أكثر هدوءاً وعقلانيةً من تصريحات الوزير التونسي.
هكذا انتقد النقيب السابق للفنانين المحترفين إحسان صادق في حديثه مع «الأخبار» القرار التونسي، قائلاً إنه «لا يمكن الوزير أن يعلنه بهذه الطريقة؛ لأن فيه إهانة لنانسي وإليسا وكل فنان لبناني». وأضاف: «ليسمح لنا معالي الوزير. هاتان الفنانتان هما سفيرتان للنيات الحسنة... وعلينا أن نفتخر بهما، وخصوصاً أنهما تتمتعان بمواصفات فنيّة جيّدة». وفيما وصف صادق بيان مبروك بالسخيف، عبّر البيان الصادر عن «نقابة الفنانين المحترفين» عن «استغراب هذا الموقف، وما ورد من عبارات سلبية في حق سفيرتي النيات الحسنة إليسا ونانسي عجرم، لا لأنهما فقط ابنتَا النقابة، بل لأنهما تتمتعان بمناقبية مهنية عالية المستوى، وإعجاب جماهيري قلّ نظيره في العالم العربي والعالم أجمع، ولا يجوز أن تتعرضا لهذا الموقف». وجاء في البيان أيضاً أن «لبنان الذي كان وسيبقى فاتحاً قلبه ومساحات مهرجاناته للفنانين التونسيين، نستغرب أن يُقابل فنانوه بمثل ما ورد بصوت معاليكم أو بالصياغة الصحافية، ولنا كبير الأمل في أن يعاد النظر بما تقدّم حرصاً على حتمية استمرار التواصل الثقافي والفني بين بلدينا».
ورداً على هذا البيان، أرسل المهدي مبروك بياناً إلى النقابة تراجع فيه عن تصريحاته الأخيرة من دون أن يتراجع عن موقفه؛ إذ قال إن ما قاله لا يتعلّق بمنع فنانين لبنانيين من الغناء في تونس، بل «بعدم برمجة أسماء بعض الفنانين، استناداً إلى تقويم الدورات السابقة لمهرجانَي قرطاج والحمامات»، مشيراً إلى أن «التقويم يستند إلى معايير الذائقة والجودة لا غير». ونفى مبروك استناد قراره إلى «اعتبارات أخلاقيّة...» ليختم بالقول: «الفنانون اللبنانيون يظلون قامات فنيّة عالية... وسيبقون ضيوفاً على شقيقتهم تونس». كذلك، تواصل الوزير مع رامي عياش بعد إحياء هذا الأخير حفلةً في تونس أخيراً، مؤكداً له أنّ «فناني لبنان على رأسي من فوق».
وإذا كان ردّ نانسي عجرم مهذّباً، ولم تتخذ فيه موقفاً سلبياً من إهانة الوزير، فإنّ بعض المصادر نسبت لإليسا قولها إنّ «غناءها في قرطاج شرف للقائمين على المهرجان». وفي وقت لا يزال رد «نقابة الفنانين المحترفين» مهادناً، فإن الأيّام القليلة المقبلة قد تخبّئ لنا المزيد من المفاجآت.