الجزائر | تجاهلت وسائل الإعلام الجزائرية التصريحات التي نُسِبت إلى وردة حيث هاجمت قناة «الجزيرة» القطرية والعاملين فيها. وتعاملت أغلب الصحف المحلية مع الخبر بصفته «مفبركاً» خصوصاً أن «أميرة الطرب العربي» اشتهرت ببعدها عن السياسة، وتجنّبها الخوض في شؤونها. لكن بعد انتشار الخبر في الصحف العربية والمواقع الالكترونية، حاولت «الأخبار» الاتصال بالفنانة في مكان إقامتها في مصر من دون جدوى. إلا أنّ مصادر مقرّبة من رياض ابن وردة أكّدت لـ«الأخبار» أنّ نجل صاحبة «بتونّس بيك» استغرب هذه التصريحات «خصوصاً أن وردة لا تحشر أنفها كثيراً في السياسة». حتى خلال الفتنة التي وقعت بين الجزائر ومصر عقب مباراة أم درمان الشهيرة والمؤهلة إلى كأس العالم، حاولت صاحبة «حرّمت أحبّك» أن تبحث عن حل وسط بين البلدين لكنّها تعرّضت لانتقادات حادة من قبل المصريين، بسبب مساندتها لبلدها الأصلي الجزائر. ورغم أن وردة تفضّل الابتعاد عن السياسة، إلا أنّه لا بدّ من التذكير بأنها عبّرت عن مساندتها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من أجل الاستمرار في الحكم، وهو الرئيس الذي منحها وسام الدولة من الدرجة الرفيعة. كما أصدر منذ سنوات قراراً يقضي بمنحها إقامة فاخرة في الجزائر وقد مكثت هناك طيلة فترة مرضها الشديد. وكانت وكالات الأنباء قد نقلت الأسبوع الماضي تصريحات نشرتها جريدة «المغرب» التونسية، زعمت فيها أن وردة حمّلت العاملين في «الجزيرة» مسؤولية الدم المراق في ليبيا وسوريا، قائلةً لهم: «لقد قتلتم آلاف الليبيين وما زلتم تحصدون أكثر ما يمكن من أرواح الأبرياء في سوريا. وتقسمون أنكم لم تمسكوا سلاحاً، أما أنا فأجيبكم بأن لديكم أقوى سلاح دمار شامل هو سلاح الإعلام الذي استعملتموه أسوأ استعمال لقتل بني عروبتكم».
إلا أنّ هذه المقابلة التي تناقلها عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً فايسبوك، لم تجد رداً من طرف القناة القطرية، أو حتى العاملين فيها. وهو ما يرجّح أن المقابلة غير حقيقية ومزوّرة. ويأتي هذا الجدل في وقت تطرح فيه علامات استفهام عدة حول دور النجوم العرب في الثورات المندلعة في دولهم، وما نجم عن ذلك من قوائم العار والشرف المعروفة في أكثر من بلد.
يشار إلى أنّ وردة غنت للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في بعض المناسبات الوطنية والشخصية، ثم عادت لتتبرأ من تصرفها قائلة إنها فعلت ذلك بدافع الضغوط السياسية. كما رحبت بالثورة المصرية ضد الطغيان، وأثنت على سلوك شباب ميدان التحرير، وهو ما يجعل مسألة التصريحات التي أطلقتها أخيراً، تبدو متناقضة مع موقفها من الثورة المصرية.
وكانت وردة قد أعلنت في مقابلتها الأخيرة على mbc عن مقاطعة غير رسمية للصحافة، مؤكدةً أن لا صداقات لها في الوسط الإعلامي، وأنها لا تبحث عنها «بعد كل هذا العمر».