«متحيز للمهمشين، والأقليات، والثورة» هكذا يُعرّف حمزة كاشغري نفسه على جدار صفحته على تويتر. الصحافي في جريدة «البلاد» السعودية، قرر أن يكتب «تغريدات» تعكس نظرته في ذكرى المولد النبوي. لكنه لم يعرف أنّ هذه التغريدات ستجعله المطلوب رقم واحد في السعودية من قبل قسم من الشعب والإسلاميين الذين تسابقوا للتباكي على مقام النبوة.
وبعد تلك الهجمة الشرسة عليه، اعتذر كاشغري على تويتر وأصدر بياناً أعلن فيه التوبة، متراجعاً عن كل تغريداته، طالباً العفو «من كل من شعر بالإساءة» مع تشهده بالشهادتين وتأكيد إسلامويته قبل أن يهرب من المملكة. مع ذلك، استمرّت دعوات القتل وحفلات الشتائم والتشهير به. وضمّت الصفحات التي أنشئت ضدّه على موقع التواصل الاجتماعي أكثر من مليون زائر خلال 24 ساعة فقط. كذلك أنشئت صفحة لشكر وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة بعدما أمر بإيقاف حمزة عن الكتابة في جميع وسائل الإعلام السعودية.
في الوقت نفسه، نشر عنوان منزل كاشغري على موقع يوتيوب، وأرقام هواتفه «لتسهيل الوصول إليه» كما قال «OX عمر» الهاكر الذي اخترق نظام إسرائيل المصرفي ونشر أرقام مئات بطاقات الائتمان الإسرائيلية.
طبعاً، فقرار وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، إيقاف حمزة كاشغري عن الكتابة في المطبوعات السعودية وملاحقته قضائياً، لم يكن كافياً للحدّ من الهجمة الكبيرة التي لم يتوقعها كاشغري على حسابه الخاص على تويتر. ومع ذلك، بدا البعض متعاطفاً معه ورفض حكم الوزير بمنعه من الكتابة في زمن الإنترنت وحرية الرأي. هكذا كتبت الروائية السعودية بدرية البشر على تويتر، فور صدور قرار خوجة «هل فكّر أحدكم في أن يمنح حمزة الفرصة ليراجع نفسه؟ أم أن حفلة الثأر والانتقام والكراهية هي من الحفلات المفضلة لديكم؟». إذاً، حذفت تغريدات حمزة كاشغري، وأعلن توبته واختفى عن الأنظار. ثمّ اجتمعت هيئة كبار العلماء للنظر في قضيته قبل أن يصدر قرار ملكي بالقبض عليه. وفي ظل كل هذه التطورات، لا تزال دعوات القتل مستمرة حتى هذه اللحظة: فتاوى ومقالات وبيانات لم تخرج حتى الآن خارج حدود المملكة المغلقة على نفسها. هناك ثورة في السعودية، يكتب أحدهم ساخراً: «السعوديون لا يثورون إلا على تويتر... جهاد تويتري إسلامي سعودي».