بهدوء! هكذا اختار عماد الدين أديب العودة إلى تقديم البرامج بعد اعتزال دام سنوات. إلا أن عشرات علامات الاستفهام تحيط بالدور الذي سيلعبه الإعلامي المخضرم في المشهد السياسي المصري. «أنا بحب المواطن محمد حسني مبارك». قد تكون هذه العبارة أكثر ما يذكره الجمهور من أقوال عماد الدين أديب خلال «ثورة 25 يناير». يومها، كثّف ظهوره الإعلامي على كل الفضائيات تقريباً ليعلن فكرة واحدة: حسني مبارك أخطأ وهو يدفع ثمن هذه الأخطاء.
لكن تحليله للأوضاع في ميدان التحرير لم يقف عند هذا الحدّ، بل كان يصرّ دوماً على القول إنّ الرئيس المخلوع قدّم تنازلات كثيرة للثوار وبالتالي عليهم الخروج من الميدان، وتركه يكمل ولايته الرئاسية. لكن لم يستجب أحد لدعاوى أديب، فخرج على قناة «العربية» يوم التنحّي، قائلاً إنه لم يتوقّع أن يعيش مثل هذه اللحظة «لأنني أنتمي إلى جيل براغماتي، تعلّم أن يأخذ ما يستطيعه من الحرب».
قبل أسابيع من الثورة، كان أديب قد تعرّض إلى هجوم عنيف من مجلة «روز اليوسف» الحكومية، لأنه قال في برنامج «صباح دريم» إنّ على مبارك أن يبحث عن خروج آمن بعد الغضب الذي أثارته الانتخابات التشريعية المزوّرة. وقتها، اتّهمه مؤيّدو الرئيس المخلوع بأنه غاضب لأنه لم يعد مستشاراً رئاسياً، هو الذي نفّذ الحملة الإعلامية للرئيس في انتخابات 2005. كما أنّه سجّل معه وقتها حلقات تسجيلية واكبتها دعاية هائلة.
هكذا خلال «ثورة 25 يناير»، حاول طوال 18 يوماً أن يستعيد مكانته كمحلل سياسي بارز بعدما انزوى صحافيو الرئيس ووريثه جمال، ثم اختفى تماماً بعد سقوط مبارك. بينما تردّد أنه سيعود وينعش مطبوعاته الصحافية المتعثرة مادياً منذ ثلاث سنوات، إذ اضطر إلى إغلاق أربع مجلات شهرية، وأبقى فقط على اليومية الاقتصادية «العالم اليوم»، وجريدة «نهضة مصر»، والمجلة الأسبوعية «كل الناس» في ظل مشاكل اقتصادية كانت تهدّد بإقفالها... اختفى إذاً أديب قبل أن يعلن قبل شهر تقريباً عودته من خلال قناة «سي. بي. سي» لتقديم برنامج «بهدوء» يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع. يعود الإعلامي المصري إلى التلفزيون وهو الذي اعتزل تقديم البرامج اليومية قبل سنوات عدة، وترك مهمة برنامج «على الهوا» للصحافي جمال عنايت الذي ما زال مستمراً على قناة «أوربت».
لماذا عاد عماد الدين أديب إلى التلفزيون؟ قد تكون الإجابة الرسمية أنّ السوق تحتاج إلى إعلاميين محترفين. لكن عندما يتسرّب أنه قام بتسجيل سلسلة حلقات مع قيادات الجيش المصري لإظهار مواقفهم «البطولية» خلال أيام الثورة، فإن الإعلامي الكبير، في هذه الحالة، يكون قد قرّر مرة أخرى أن يسير عكس التيار. الملايين تهتف في الشارع «يسقط يسقط حكم العسكر» بينما هو الوحيد الذي وافق على تطويع خبراته كي يقدم الجيش في صورة مغايرة تساعده في تلميع صورته واستعادة بعض الثقة. لكن المفاجأة الأكبر التي كشفها الكاتب عبد الله السناوي في جريدة «الشروق» أنّ قراراً صدر بعدم بث الحلقات، ربما لأنّ هناك مَن تنبأ بأن رد الفعل الشعبي سيكون أسوأ مما جرى أيام مبارك عندما قام أديب بالدور نفسه. والآن يعود الإعلامي الكبير مرتين كل أسبوع بالتزامن مع عودة الشباب إلى ميدان التحرير بالملايين، فكيف سيحاول أديب النجاح في تحقيق ما فشل به قبلاً؟ وهل الشارع المصري يحتاج حالياً إلى من يكلّمه «بهدوء» أم لمن يعامله «بعدل»؟
ابتداءً من الليلة كل خميس وجمعة 21:00 على «سي بي سي»
6 تعليق
التعليقات
-
اللهم لا اعتراضاراد الله ان يكون الدكتور مرسي رئيس المصريين وهذا لحكمة لا يعلمها الا الله ونعلم جميعا ان كل سيء بارادة المولي سبحانه وتعالي فعلي هذا فله ماعينا ولنا ما عليه من حقوق ولكن المرجو من المصريين الانتباه وعدم المظاهرات حتي يظهر الخبيث من الطيب فاذا ظهر الخبيث عوقب وليس من اي شخص اخر ولكن عقابه من الله 0 ونريد ان نذكر فقط * ان مصر مكنونة الله في ارضه من ارادها بسوء قسمه الله *
-
القيادةانسان لم يعيي فنون القيادة فكيف اذا ان يحكم شعب
-
فقدان الثقةاذا مثلا نجح الدكتور مرسي في الانتخابات فاين تكون الثقة اذ انه تسرع واعلن انه رئيس قبل نهاية الفرز 0 ماهو الدافع الذي جعله يتسرع ويعلن فوزه ومصر ومتاكد انه ناجح ؟ فاين الثقة من الشعب في هذا الشخص اذا نجح في الانتخابات وكيف نثق في شخص متسرع ليس لديه الفطنة والحكمة بان يتزعم المصريين بل والعرب اليس هذا دليل علي انه ياخذ البلاد الي الهاوية والسقوط
-
لماذا تكذبون علي الناسعندما اعلنت حملة الدكتور مرسي نجاحو في الانتخابات وطبعا هذا غير صحيح للاسباب الواضحة التالية : - 1 - عدد الناخبين لا يتعدي ال 37 في المائة 2 - اذا جمعنا 13 مليون وكسور وده عند الدكتور محمد مرسي و12 مليون وكسور وده عند احمد شفيق المجموع تقريبا يساوي 25 مليون و600 صوت 3 - عدد الناخبين الفعليين في مصر حوالي 50 مليون وكسور 4 - مجموع الاصوات للمرشحين 25 مليون وكسور 5 - اذا تعدت نسبة ال 50 في المائة 6 - معروف للجميع ان الذين ادلو باصواتهم لا يتعدوا نسبة ال 47 في المائة 7 - من اين اتت ال 4 في المائة اذا لماذا تشككو في اللجنة العليا للانتخابات
-
يعني ايه اخوان مسلمينالشعار الذي يطلق علي جماعة ما ممكن يكون شعار اخر غير شعار الاسلام وذلك لان كل من قال لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله فهو مسلم 0 فاذا قالت جماعة معينة وسميت بالاخوان المسلمون فهذا معني ان باقي الناس الذين ينتمون الي الاسلام غير مسلمين 0 واذا ادعت هذه الجماعة انها تعرف اكثر في الدين من الاخرين فهذا عين الجهل لان الدين متين وبحر عميق فامهل فيه برفق والا تغرق 0
-
التعليمالي متي لم تهتمالدولة بالمدرس ( المعلم ) والمناهج الدراسية حيث ان المدرس يعتبر حجر الزاوية بالنسبة للمجتمع فبه ( المعلم ) يحول المجتمع الي بشر متفوقين او العكس