هكذا تعاطى لبنان مع «عاشقة إسرائيل»لارا فابيان لن تأتي إلى لبنان. «الجواب نهائي» أكّده توقّف «فيرجين ميغاستور» أول من أمس عن بيع التذاكر لحفلتيها اللتين كانتا مقررتين في 14 و15 شباط (فبراير) في «كازينو لبنان»، ودعوة كلّ من اشترى تذكرة إلى استعادة ثمنها ابتداءً من اليوم.
هكذا، أنهت المغنية البلجيكية الكندية جدلاً دام ثلاثة أسابيع لم يحسمه قرار الدولة اللبنانية بمنح التأشيرة لفابيان وتوفير الطمأنة اللازمة للفنانة «المذعورة». بقيت صاحبة «أحبك» تتأرجح بين قرار المجيء وعدمه، إلى أن وجدت أنها غير مستعدة لتحمّل «المخاطرة بسلامة أفراد طاقمنا». لكنّها «وعدت» جمهورها اللبناني بأنّها ستتواصل معه عبر أثير إذاعة «نوستالجي» ومحطة «أم. تي. في» التي هرولت لاحتضان المغنية «المسكينة» الصهيونية الهوى. هكذا، ستقدّم صاحبة «عارية» أمسية في 14 شباط (فبراير) من باريس لتطرب جمهورها في لبنان عبر نقل مباشر لهذه الحفلة، يسبقها تصريح لفابيان عن الجدل الذي أشعلته على الساحة اللبنانية.
إذاً، خافت فابيان ورأت نفسها مهدَّدة، مع أنّ الرسالة التي وجّهتها لها «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» لم تهدّدها إلا... بمقاطعة حفلتيها. لكن هل استشفت فابيان عنفاً مثلاً عندما احتلّ بعض ناشطي الحملة صفحتها على فايسبوك؟ هناك، وضعوا مقطع الفيديو الذي تظهر فيه وهي تؤدي أغنية صهيونية باللغة العبرية (راجع المقال أدناه) ضمن احتفال أقيم في باريس عام 2008 في مناسبة «الحفل الستين لتأسيس إسرائيل»! تعليقات هؤلاء سرعان ما حُذفت عن الصفحة، لتبقى تعليقات اللبنانيين الذين يعتذرون عن «جهل» مقاطعي الحفلة.
المدير العام لشركة «ديلارا للإنتاج الموسيقي» ومنظّم الحفلتين مع «كازينو لبنان» جان صليبا، رأى أنّ مجرد توجيه رسالة إلى فابيان ودعوتها إلى عدم الحضور إلى لبنان ووصفها بـ«الصهيونيّة» تهديد لها! مع العلم بأنّ «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» لم تصف فابيان بالصهيونيّة، بل أوردت في رسالتها التي وجهتها إليها «قمتِ بأداء أغنية صهيونيّة بالعبريّة». رئيس «الجمعية اللبنانية لدعم مقاطعة إسرائيل» الناشط في حملة المقاطعة عبد الملك سكريّة، نفى أن تكون الحملة قد هدّدت الفنانة، مشيراً إلى أنّ هدفها «التوعية وشرح قضيتنا. مهمتنا أن نشرح للفنان عن الكيان الصهيوني المحتلّ والعنصري، وسبب عدم ترحيبنا به كي يبدأ بدوره بالتفكير في الموضوع». في المقابل، لا يرى صليبا مشكلة في دعوة فابيان إلى لبنان: «ما المانع من حضورها الاحتفال التأسيسي لإسرائيل؟ يمكنها أن تعلن حبّها لأي بلد. في النهاية، هي فنانة لها حساباتها الخاصة». وإن كان يحقّ لفابيان أن يكون لها حساباتها الخاصة، فهل من المعيب أن يكون لنا أيضاً حساباتنا الخاصة تجاه مََن يتعاطف مع دولة محتلة ارتكبت المجازر بحقّ اللبنانيين، وآخرها عام 2006؟
لعلّ هذا الأمر قلّما يهم الـ«دي. دجاي» صليبا المشغول بحسابات الربح والخسارة. لقد أعلن انضمامه إلى جهاد المرّ، متوعداً الناشطين في الحملة بأنّ دعوى قضائيّة ستصلهم قريباً للتعويض عن خسائره. بل إنّ صليبا المناصر للحريات وحريّة فابيان بزيارة لبنان توعّد بإقفال صفحة الحملة على فايسبوك، مطالباً الدولة بـ«قمع هذه المجموعة» التي نزع عنها الهوية اللبنانيّة!
الطرف الثاني في الموضوع، أي «كازينو لبنان»، كان أكثر حذراً. حاول رئيس مجلس إدارة الكازينو حميد كريدي إبعاد المسؤوليّة عن الكازينو بما أنّ «شركة ديلارا هي من أبرمت العقد مع فابيان، واستأجرت صالة في الكازينو كأي شركة أخرى» على حد تعبيره. و«أسف» كريدي لمنح الدولة تأشيرة لفابيان كي تبعد كأس القرار المرّة عنها. لكنّ مصدراً في الأمن العام يقول إنّ التأشيرة منحت لفابيان لأنّه ليس هناك نصّ قانوني يمنع هذا الأمر. مع ذلك، كان يتمنى أعضاء حملة المقاطعة أن يصدر موقف عن وزيري السياحة والثقافة تحديداً لدعم موقف المقاطعة. وزير السياحة فادي عبّود يقول: «لست مع منع كل إنسان زار إسرائيل من الدخول إلى لبنان، بل ضد دخول مَن أدّى واجب الخدمة العسكريّة في إسرائيل مثلاً». ويضيف: «يجب فتح أبوابنا للأجانب المتأثّرين بالبروباغندا الإسرائيليّة ليتعرّفوا إلى وجهة نظرنا». لكن عبود تناسى أنّ المنظّمين أعلنوا قبل إلغاء فابيان زيارتها أنّها ستُستَقبَل في صالون الشرف في المطار وفق ما يقول الناشط في «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» رباح شحرور.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي قدّم اقتراح قانون يقضي بمنع استقدام كل رياضي لعبَ في أندية إسرائيلية، إلى لبنان. لكن حتى الآن، لم يستجب عبّود لطلب أعضاء الحملة بالاجتماع به. كذلك الأمر بالنسبة إلى الوزير السابق طلال أرسلان، بما أنّ وزير الدولة مروان خير الدين الذي ينتمي إلى «الحزب الديموقراطي اللبناني» هو من يملك الـ«فيرجين ميغاستور». ولم يتلقّوا ردّاً من رئاسة الجمهوريّة على الرسالة التي وجّهوها إليه أو حتى من وزير الداخليّة. أمّا وزير الثقافة كابي ليّون، فقد وافق على مضض على الاجتماع بهم غداً. كذلك اجتمع ممثلّون عن الحملة أمس بوزير العمل شربل نحّاس الذي وعد بالاشتغال على تغيير قانون مقاطعة إسرائيل الصادر عام 1955 عبر «تكتّل التغيير والإصلاح»، علماً بأنّ القانون اللبناني يركّز على قضايا التعامل التجاري مع إسرائيل دون المجالات الأخرى بحسب أستاذ القانون محمد طيّ الذي يضيف: «يجب توسيع القانون ليشمل كل أنواع التبادل مع إسرائيل». مع ذلك، هناك نقاش مستمرّ داخل «حملة داعمي مقاطعة إسرائيل في لبنان» في ما إذا كانت هناك ضرورة لتعديل القانون أو ترك المسألة كـ«قضية رأي عام» كما يقترح الباحث في القانون الدولي والناشط في «مركز حقوق اللاجئين» (عائدون) وسام صليبي؛ إذ يرى أنّه لا يمكن التوسّع في تفسير القانون الجزائي؛ لأنّ الأمر حسّاس قد يمسّ الحريّات العامة.
4 تعليق
التعليقات
-
برافوووومما نراه أن اللبنانيين يسبقون مسؤوليهم في امتحان الوطنيّة ,حسابات الربح والخسارة لامعنى لها عند كل من ليس لديه شيء ليخسره اساسا سوى الكرامة ,التي يريد البعض سلبهم حتى هذا الحاجز الإنساني الوحيد الذي يملكون.. لاأعرف إن كانت سابقة ولكن أرجو أن تتكرر ولن يتوقف العالم عند عدم حضور فابيان وغيرها .
-
لارا فابيان لن تأتي (3).لارا فابيان لن تأتي. شو هالخسارة!!! اشتهرت في التسعينات مع شلة مغنيات لقبت بالجعاريات لانهن كانت تمارسن الصراخ اكثر من الغناء. ولكن لنكن واقعيين وصريحين: هل نقاطع في لبنان كل من كان يهوديا ام مؤيداً لاسرائيل ( اللائحة طويلة جداً). هل نعرف من هم وراء Endemol التي تنتج غالبية البرامج الفنية للتلفزيونات في العالم؟ وغيرها الكثير. فيا عرب اين انتم من الحضور الصهيوني في العالم.
-
لارا فابيان لن تأتي (2)ففي فرنسا، بدأت موضة المجاهرة باليهودية، والاصل اليهودي منذ اعوام قليلة ( وخاصة بعد انتخاب سركوزي رئيساً، واتضحت اصوله اليهودية). فأتى كل من له شهرة فنية وفي عالم النسيان، ام انه مهدد بالتنحي عن منصبه الفني الاعلامي ليهودي معروف، وصار يبحث عن اصوله اليهودية عند جدته ام جدة جدته. وهكذا سيطر اليهود على التلفزيون والسينما والغناء وكل انواع الفنون من خلال الانتاج والاعلان . واصنح الفنانون شحادون ادواراً في السينما وانتاجاً في الغناء الخ... عند اليهود، يطلبون الرضى من خلال تصريحات مؤيدة لاسرائيل. ولكن لا لوم على يهودي يؤيد اسرائيل ( وهذا حقه) ولكن على غير اليهودي الذي يجاهر بتأييدها، وبحق اليهود على ارض فلسطين ( شارل ازنافور، مثلاً)، ام حق اليهود بقتل العرب وطردهم من فلسطين ( هاريسون فورد، مثلاً). والعرب يتقاتلون بين بعضهم، وحكامهم يقاتلون شعوبهم للحفاظ على مناصبهم.
-
لارا فابيان لن تأتي (1)منذ وجود الصهيونية واليهود يتقدمون خطوة خطوة في جميع المجالات في عالم الاقتصاد ويساعدون بعضهم البعض. وخاصة في مجالات الانتاج الفني: سينما وموسيقى وغيرها. والعرب يتنافسون على المناصب السياسية والنسائية والمال. والنتيجة اننا اليوم نرى الفنانين يركضون لتأييد اسرائيل طلباً لرضى المنتجين لكي يحصلوا على ادواراً في التمثيل، كما انتاجاً لاغانيهم وإلا فهم في عالم النسيان. وهذا، ما اظنه حصل للارا فابيان. ولو اردنا ان نمنع كل فنان قال كلاماً مؤيداً لاسرائيل من القدوم الى لبنان او منع اعماله من النشر في بلادنا لما بقي الكثير منهم.