لعلّ الصورة الفنية للارا فابيان (1970) أشدّ خطورةً من موقفها السياسي المناصر لإسرائيل! مَن لم يسمع بها قبل هذه الضجة في لبنان، فهي مغنية فرنكوفونية، رغم أنها أدّت بلغات عدّة، بدأت مسيرتها مطلع التسعينيات وفي رصيدها 12 ألبوماً، عدا التسجيلات الحية. إنها من سلالة سيلين ديون، ومن طينة إيلين سيغارا وإحدى ملهمات مراهقي «ستار أكاديمي»، ورسولة أغنيات البوب الرومانسية الهابطة ذات الهوية اللحنية والشعرية المتشابهة. التأوه في الأداء عنصر أساسي هنا. والصراخ الذي يلي التأوه لبلوغ الذروة، مبتغى مرغوب فيه دوماً، لعله من خصائص الأغنية الفرنكوفونية التجارية التي تأبى إلا أن تقارب الحبّ بسطحية. كل ذلك يمكن فهمه عبر اسكتشات جاد المليح الكوميدي المغربي ـــــ الفرنسي اليهودي الذي اتهمناه بالصهيونية ـــــ وهذا مِن حقّنا ـــــ لكن نسينا أن نفيه حقّه في الكلام عن ذكائه وموهبته الاستثنائية في التقاط نبض الشارع (الفرنسي وغيره) المعاصر الآخذ في الانحدار والمُمَجِّد للسطحية.