الجدل الذي أعقب إعلان النتائج النهائية للدورة 13 من «المهرجان الوطني للفيلم» في طنجة خيّم على الصمت والبرود اللذين وصما أيام المهرجان الذي اختُتم الأسبوع الماضي ولم يرقَ إلى مستوى التطلعات، إذ فاجأت اختيارات الأسماء الفائزة المتابعين وطرحت علامات استفهام كثيرة حول صدقية لجنة التحكيم ومدى استقلالية اختياراتها.
وتوّج فيلم «على الحافة» للمخرجة ليلى الكيلاني (الصورة) بالجائزة الكبرى للمهرجان، ما شكل مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أغلب المراقبين والنقاد، على اعتبار أنّ العمل أقرب إلى الشريط الوثائقي منه إلى الشريط السينمائي، فيما استبعد فيلم «أياد خشنة» لمخرجه محمد العسلي، رغم الإجماع النقدي على جماليته. وإذا كان حصول «على الحافة» على الجائزة الكبرى مفاجئاً، فإنه لم يخلق الجدل ذاته الذي أثاره تتويج فيلم «المغضوب عليهم» لمحسن البصري بجائزة العمل الأول، في وقت كان ينتظر فيه الجميع فوز فيلم «أندرومان». لكن لجنة التحكيم كان لها رأي آخر، فمنحت الجائزة لفيلم يعاني نواقص كثيرة، باعتراف مخرجه. ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، بل آلت جائزة السيناريو إلى فيلم «موشومة» للحسن زينون، فيما استحق المخرج المغربي المعروف فوزي بنسعيدي جائزة التحكيم عن فيلمه «موت للبيع». أما بخصوص جوائز التمثيل، فقد نالت الممثلة جليلة التلمسي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أندرومان»، بينما فاز الممثل محمد البسطاوي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «أياد خشنة»، متفوقاً على محمد خيي الذي أدى هو الآخر دوراً متميزاً في فيلم «أندرومان». وعادت جائزة أفضل تصوير لكمال الدرقاوي عن فيلم «الطفل الشيخ» الذي أخرجه حميد بناني، بينما نجح فيلم «موشومة» في الفوز بجائزة الصوت، و«سيناريو» بجائزة المونتاج و«أندرومان» بجائزة الموسيقى.
الحصيلة النهائية للإعلان عن الجوائز وضعت لجنة التحكيم على المحك، وخصوصاً بعد غياب رئيسها الفرنسي إدغار موران واكتفائه بمشاهدة الأفلام على أقراص «دي. في. دي» ليطرح السؤال: لماذا اختار المنظمون رئيس لجنة تحكيم غير متفرغ من الأساس؟ كما أنّ استبعاد بعض الأفلام من قائمة الأعمال الفائزة كشريط «عمر قتلني» المرشح لجوائز الأوسكار طرح نقاشاً حول تعمّد لجنة التحكيم وضعه في سباق التنافس تفادياً للنقاش الذي يمكن أن يثار حوله بعد تتويجه.
إلى ذلك، شهدت الندوة التي عقدها «المركز السينمائي المغربي» في طنجة لتقديم الحصيلة النهائية للسينما المحلية في السنة الماضية، رفع شعارات تطالب برحيل نور الدين الصايل عن إدارة المركز، فيما يؤكد الصايل أن الأرقام والمعطيات تؤكد تطور السينما المغربية في عهده وأن من يطالبه بالرحيل عليه أن يقدم براهين تثبت العكس.