جوليان أسانج لم يُهزم بعد. لا الإقامة الجبرية، ولا المحاكمات، ولا الحصار المالي، نجحت في عزل مؤسس «ويكيليكس». القرصان والصحافي الأوسترالي الشهير قرّر خوض غمار التقديم التلفزيوني في برنامج بعنوان «العالم غداً» على «روسيا اليوم». وفي برنامجه المرتقب هذا، سيستضيف أسانج شخصيات سياسية مؤثرة، وثوّاراً حول العالم، ليحاورهم أمام الملايين. يبدو أنّ التهديدات المباشرة التي تلقّاها من السلطات الأميركية، وخذلان الإعلام له، لم تخمد عزيمة الرجل، ورغبته في ترسيخ ممارسات صحافيّة جديدة. هذا ما يعد به برنامجه التلفزيوني بعدما فضح الأسرار الدبلوماسيّة الأميركيّة، وأسهم في إسقاط أنظمة، وشارك في تغيير التاريخ.
مؤسس «ويكيليكس»، سيطلّ علينا في آذار (مارس) المقبل في حلقات تلفزيونية، (مدّة الحلقة ٢٦ دقيقة)، يحاور فيها مَن «أسهموا في إحداث تغيير تاريخي في العالم ومن يشاركون في رسم مستقبل العالم الجديد». ووفق بيان صدر عن الموقع الشهير، يطمح أسانج إلى مناقشة الأفكار التغييرية لـ«ضمان مستقبل مشرق»، وخصوصاً أنّ أسئلة كثيرة ما زالت تؤرّقه، منها: ماذا يخبّئ لنا الغد؟ وكيف يريد أن يخطّه صانعو التغييرات؟ وأي فلسفة سيتّبعون؟ ووعد بأن يكون الحوار «عميقاً وواضحاً إلى درجة غير مسبوقة».
وأعلنت قناة «روسيا اليوم»، أمس، أنّها ستكون أوّل من سيبثّ برنامج أسانج الحواري. وأوضحت في بيان أنّ «قناتها الناطقة باللغة الانكليزية، ستبث البرنامج المؤلّف من عشر حلقات، تحت عنوان «العالم غداً». وأشارت القناة إلى أنّ «أسانج هو صاحب فكرة البرنامج، وسيقوم بتقديمه على الهواء، على أن يتمّ تصوير حلقاته داخل مقرّ إقامته الجبرية شرق بريطانيا». ونقل الموقع الإلكتروني للقناة الروسيّة عن رئيسة تحريرها مرغريتا سيمونيان قولها: «نحن سعداء وفخورون لاختيار قناتنا بالذات للبث الأول لمشروع جوليان أسانج، لأن محطتنا كسبت حبّ مشاهدي العالم ممن خاب أملهم بالإعلام الحالي».
الإعلان عن برنامج أسانج قوبل بنبرة سلبيّة من القنوات الغربيّة المهيمنة التي تعاطت مع مشروع «ويكيليكس» بالكثير من التشكيك منذ البداية. وأمس، تلقّفت الصحف والقنوات الإخباريّة اختيار أسانج «قناةً مموّلة من الكرملين وموالية لسياساته»، بالمساءلة والهجوم. وعلّق مدير «المجموعة الروسية الإعلامية للأخبار»، على هذه الحملة متهكماً: «غداً، سيصرخ المعارضون الروس قائلين إن برنامج أسانج هو بروباغندا للكرملين!».
يذكر أنّ أسانج (٤٠ عاماً) سيحظى بداية الشهر المقبل بفرصة أخيرة للاستئناف أمام المحكمة العليا البريطانية للمطالبة بعدم ترحيله إلى السويد، حيث سيحاكم بتهم الاغتصاب. أما الجندي في الجيش الأميركي، برادلي مانينغ، المتهم بتسريب المعلومات السرية لموقع «ويكيليكس»، فيواجه حالياً ٢٢ تهمة قضائيّة، ومطالبات بإحالته إلى المحاكمة العسكرية في الولايات المتحدة ... في انتظار ذلك، من سيكون ضيوف جوليان أسانج السريّون يا ترى؟