■ بعد الثورة، ترك المصمّم والرسام المصري وظيفته، كي يرسم مع شباب التحرير في الميادين والشوارع شعارات الثورة، ووجوه شهدائها. ابتكر جنزير مع رفاقه، تظاهرة الغرافيتي العنيف، محوّلين رسومات الـ«ستريت آرت» إلى عمل جماعي، ينجزه الثائر، وبائع العيش، والطالب، والعامل... أبرز إنجازاته عمله الشهير «قناع الحريّة» الذي تحوّل إلى واحدة من أيقونات الثورة ضدّ القمع العسكري المتواصل.
■ «جيل أبوك كان يعني حاجة/ وجيلك إنت حيبقى حاجة/ (...) وبكرة لما قمركم يطلع/ والشمس تسطع فوق كل حاجة/ حتقولو كان في المكان دا ناس/ فيهم طيابة وفيهم حماس»، كتب محمد فؤاد نجم يوماً لإبنته. إنها نوّارة نجم، الناشطة والمدوّنة والصحافيّة المصريّة التي نزلت ميدان التحرير، لتحقق نبوءة والدها الشاعر، رفيق درب الشيخ إمام. بصوتها الصادق والحازم، تحوّلت نوّارة نجم إلى واحدة من أبرز قادة الثورة. ابنة صافي ناز كاظم شغلت الناس، من خلال تدويناتها الغاضبة على «جبهة التهييس الشعبيّة». هذا ما تواصل فعله، إذ تعرّضت قبل أيام للضرب على يد أنصار المجلس العسكري أمام مبنى ماسبيرو.

■ تلميذ يوسف شاهين، كان أوّل الفنانين المصريين الذين نزلوا إلى الشارع. لم يتردّد خالد يوسف منذ اليوم الأوّل للثورة في إعلان مواقفه الصريحة المناهضة لنظام مبارك، في وقت فضّل فنانون آخرون البقاء في المنطقة الرماديّة. نزل السينمائي المصري إلى ميدان التحرير مع شباب الثورة، وأطلّ في وسائل الإعلام، ليعلن مطالب الشعب المشروعة. وبالأمس، تقدّم يوسف وفداً من الفنانين المصريين، مطالباً البرلمان المنتخب بتمثيل أهل الإبداع في لجنة صياغة الدستور. كما يستعدّ صاحب «كفّ القمر» لإنجاز فيلم مقتبس عن رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ.