بروكسل | أسدل الستار على الدورة السادسة من «مهرجان الفيلم العربي» في بروكسل الأسبوع الماضي. بعد سنوات على انطلاقتها، ما زالت التظاهرة تعاني سوءاً في التنظيم، رغم أهمية الحدث في إيصال صوت المبدع العربي إلى جمهور أوروبي. يبرّر المشرفون الشوائب في المهرجان بشحّ الأموال المرصودة للتظاهرة. وقد بلغ التقشّف حدّ عدم توزيع جوائز تكريمية في الختام.
تميّزت طبعة 2012 باهتمام المهرجان بما أنتجه الربيع العربي من أفلام في شكليها الوثائقي والروائي. وطغت على البرنامج الأفلام المصريّة، ومنها أعمال عرضتها مؤسسات أخرى في العاصمة البلجيكيّة مثل «قصر الفنون الجميلة». من الأعمال المعروضة، شريط «18 يوماً» الذي شارك في عرض خاص ضمن «مهرجان كان». وشارك في إخراج العمل عشرة مخرجين مصريين، منهم كاملة أبو ذكرى، وشريف بنداري، ومريم أبو عوف، وشريف عرفة، ويسري نصر الله. يطرح كلّ شريط قصير رؤيته للأحداث التي شهدتها مصر منذ انطلاق «ثورة 25 يناير» وحتى تنحّي حسني مبارك. شارك في المهرجان أيضاً شريط المخرجة اللبنانية رانيا أسطفان «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة»، وهو وثائقي تجريبي يتناول سيرة حسني من خلال لقطات من أرشيف الـ«سندريلا». كذلك شارك في المهرجان فيلم «الشوق» للمصري خالد الحجر، و«نصّ ثورة» للمخرج الدنماركي الفلسطيني عمر شرقاوي. وكان هناك حضور للفيلم المغاربي عبر أعمال عدة من بينها وثائقي «القوسطو». يحكي الشريط قصة فرقة موسيقية محلية تعزف الطابع الشعبي والأندلسي، اشتهرت في جزائر ما قبل الاستقلال. يعيد العمل الحياة إلى تلك الفرقة بعد أن ينجح في جمع من بقي من أفرادها على قيد الحياة.
مديرة المهرجان رشيدة شباني أكّدت لـ«الأخبار» أنّ نجاح المهرجان يكمن في «استمرار تنظيمه، وفي المشاركة الكثيفة للجمهور ووسائل الإعلام»، معلنةً نيّتها تحويله إلى مهرجان سنوي. وترى شباني أنّ نقص التمويل يحول حالياً دون تحقيق أحلام المنظمين، ومنها استحداث جائزة باسم المهرجان، تكون ذات قيمة مالية لدعم الإنتاج السنيمائي العربي، وتشجيع المبدعين. وفي انتظار إيجاد حلّ لهذه المشكلة التنظيمية في الدورات القادمة من «مهرجان الفيلم العربي»، ترى شباني أنّ بروكسل في أشدّ الحاجة إلى تظاهرة مماثلة. يعد المنظمون إذاً بتجذير التجربة الفتيّة. «نبحث الآن عن تمويل جديد لتحسين مستوى المهرجان من الناحية التنظيمية، ومن ناحية التنويع في الأفلام المعروضة لجعلها تشمل أفلاماً عربيّة أخرى».