في الذكرى الثانية لسقوط الطائرة الإثيوبيّة، تعود شركة «فنيكس بيكتشر إنترناشونال» إلى استكمال التحضير لمشروعها الدرامي «وداعاً» الذي يرصد حياة أربع عائلات من ضحايا الطائرة المنكوبة قبل المأساة وبعدها. وسيتولى المسلسل طوني بيضون كتابةً، وكارولين ميلان إخراجاً. وللمرة الأولى، سيجتمع معظم نجوم الدراما اللبنانية في سباعيّة واحدة.
غير أنّ أبطال العمل ينقسمون إلى ثلاث فئات: بعضهم تسلّم النصوص قبل أسبوعين، وبعضهم الآخر علم بالدور المرشح له من دون أي تفاصيل، وفئة ثالثة طرح اسمها من دون أن تعرف بوجود العمل أساساً. وهناك فئة رابعة خرجت من العمل الذي رشحت لبطولته في العام الماضي. ترصد السباعيّة مأساة الطائرة الإثيوبيّة التي سقطت في البحر بعد دقائق على إقلاعها من مطار بيروت في 25 كانون الثاني (يناير) 2010.
إذاً، يفترض أن يجمع العمل كلاً من عمّار شلق، وكارمن لبّس، وبديع أبو شقرا، وبيتر سمعان، وجوليا قصّار، وفيفيان أنطونيوس، وطوني عيسى، وهند باز، ونغم أبو شديد، وسعد حمدان، ولورا خبّاز، وحسن حمدان، وخالد السيّد، وفيصل أسطواني، بمشاركة المخضرمين: أحمد الزين، وفاء طربيه، ليلى حكيم، عمر ميقاتي، جناح فاخوري، نقولا دانيال وإدوار الهاشم.
لم يتحدد موعد دقيق لبدء التصوير الذي واجهته عقبات كثيرة، دفعت الشركة المنتجة إلى تأجيله. إذ انتظر العمل طويلاً موافقة بقيّة المعنيين ورضاهم. والمعنيون هنا ليسوا عائلات الضحايا الذين حصل كاتب النص على موافقتهم الخطيّة مسبقاً، ولا الرقابة التي تبارك عملاً ثم تمنع آخر. ونظراً إلى حساسيّة الموضوع الذي لم يصل إلى خواتيمه بعد، انتظرت الشركة المنتجة موافقة الرئاسات الثلاث. وينتظر أهالي الضحايا هذا العمل بفارغ الصبر كي ينقل مأساتهم ويواكب يومياتهم قبيل الحادثة وبعدها، حتى لحظة إيجاد الجثث. ولم تكتف العائلات بمباركة العمل، بل ستفتح أبوابها أمام الأبطال ليصوّروا شخصياتها في المواقع الحقيقيّة للأحداث.
وتكشف المخرجة كارولين ميلان لـ«الأخبار» أنها اتفقت مع الجهة المنتجة على إسناد بطولة العمل لنجوم «لأننا نريد أن تصل الأحداث إلى قلوب المشاهدين اللبنانيين بصدق وعفويّة». وتشرح أنّ «العمل لا يدخل في تفاصيل التحقيق وليس معنياً بالمستجدات، بل يهتم أكثر باللحظة التي يتسلّم فيها الأهالي ضحاياهم». وتراهن ميلان على قصّة إنسانيّة جدّاً، بعد عامين من البحث المضني واللقاءات المستمرة مع الأهالي، فضلاً عن تذليل العقبات الرقابيّة. ويلتزم العمل بتفاصيل التحقيقات، علماً بأنّها لا تأخذ حيزاً كبيراً من أحداث المسلسل، طالما أنّ الحلقات تصوّر الجانب الإنساني والاجتماعي للمأساة. وبحسب النص الدرامي، تخصّص ثلاث حلقات للساعات الـ 24 التي كان الأهالي يبحثون خلالها عن الضحايا، حتى اهتدوا إلى الجثث، وتنقل وقع الصدمة عليهم. ولفتت ميلان إلى «أننا لن نترك النهاية مأسوية، لأن الحياة مستمرة، ويجب أن يظلّّ الأمل موجوداً».
إذاً، لن تبدأ القصة بحادث تحطم الطائرة ولن تنتهي به، بل تتوقف الحلقات عند الوضع النفسي لذوي الضحايا بعد وقوع الحادث. أما الضحايا فهم بيتر سمعان الذي يجسّد شخصية مصطفى أرناؤوط الذي يعمل في ميكانيك السيارات، وسافر لتحسين وضعه المعيشي، وشاء القدر أن يكون على متن «طائرة الموت»، وتتألف عائلته من فيفيان أنطونيوس (خطيبته راغدة)، وجوليا قصار (والدته)، وأحمد الزين (والده)، وطوني عيسى (شقيقه) ووفاء طربيه (جدته). ثم هناك بديع أبو شقرا الذي يؤدي دور خليل الخازن ومعه الإعلامي روبير فرنجية الذي يؤدي دور النائب فريد الخازن. أما عمّار شلق فيجسد شخصية ألبير عسّال وتتألف عائلته من عمر ميقاتي (والده) ولورا خباز (ابنته)، ورندة كعدي (والدته). كما يؤدي زياد سعيد دور الضحية أسعد مسعود فغالي، فيما عائلته مؤلفة من هند باز (زوجته ميرنا)، ونيكول طعمة وجمانة شمعون (شقيقتاه)، وليلى قمري (جارته). أما كارمن لبّس فهي هيفاء الفران، وتينا جروس هي ماريا سانشيز بياتون (زوجة السفير الفرنسي في لبنان). وطبعاً سيخصص نص طوني بيضون مساحة تضيء على معاناة الإثيوبيّات اللواتي كنّ على متن الطائرة، ومنهن شيتو التي انتظرت انتهاء فترة عملها في لبنان لتعود إلى عائلتها وتتزوج بمن تحب، غير أن القدر رسم لها نهايةً أخرى.
وتتعامل الشركة المنتجة هنا مع حشد من النجوم اللبنانيين الذين يستطيعون لفت انتباه الجمهور. لكن، هل سنشهد نصاً دراميّاً واقعيّاً وكتابة سلسة ومقنعة؟ وهل يأتي العمل بمواصفات إنتاجيّة جيدة، ويكون تعامل «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» مع النص مختلفاً عن تعاملها مع بقيّة الأعمال؟ كلها أسئلة تجد إجاباتها عند عرض الحلقات الذي لن يتأخر كثيراً.



«فنيكس بيكتشر»: مشاريع جديدة

يبدو أن شركة «فنيكس بيكتشر إنترناشونال»، ستدخل في تصوير عملين في وقت واحد هذه المرّة. بينما تنفّذ كارولين ميلان مسلسل «وداعاً»، سيكون المخرج إيلي معلوف في صدد تنفيذ عمل آخر. وهناك نصوص درامية عدة وضعها الأخير على روزنامة شركته لعام 2012، هي: «عندما يبكي التراب» من تأليف طوني شمعون، و«رصيف الغرباء» لشمعون أيضاً، و«آية» من كتابة فيفيان أنطونيوس ولورا خباز اللذين يكتبان أيضاً «شوارع الذل». هذا إضافة إلى عملين للكاتب المخضرم مروان العبد، هما: الكوميديا المحليّة «تلات ستات برّات البيت» والدراما الاجتماعيّة «ياسمينا».