القاهرة | بعدما استضاف الشيخ خالد عبد الله النائب الليبرالي عمرو حمزاوي في إحدى حلقات برنامجه «مصر الجديدة»، بدا كأن قناة «الناس» السلفية، اختارت الخروج من قوقعتها. لكن هذه الصورة سرعان ما تغيّرت؛ إذ بعدما قرّر عبد الله أن يستضيف في برنامجه الطبيب والإعلامي باسم يوسف الذي يُعدّ أحد أبرز الوجوه الإعلامية المصرية بعد الثورة، عاد ليتراجع عن قراره، وتبدأ حرب البيانات بين المحطة ويوسف.
البداية كانت عندما وجّه خالد عبد الله دعوة إلى صاحب برنامج «البرنامج؟» ليطلّ عبر قناة «الناس». لم يتأخّر باسم يوسف في إعطاء موافقته. لكن إدارة المحطة اختارت بنحو مفاجئ إلغاء هذه الحلقة، والاعتذار من الضيف المفترض. وأصدر مدير تحرير البرنامج وجدان علي، بياناً أوضح فيه أن سبب إلغاء اللقاء هو رفض يوسف عرض فيديوات تحرجه خلال الحلقة. لكن يبدو أنّ هذا البيان استفزّ الإعلامي المصري الساخر الذي ردّ في بيان آخر بأنّه منذ البداية رفض استخدام فيديوات في الحوار الذي كان يُفترض أن ينضمّ إليه أيضاً المتحدث باسم «حزب النور» السلفي نادر بكار. وعلل رفضه بالقول إن الأشرطة موجودة على يوتيوب ومتاحة للجميع، وأنّه يفضّل استغلال الوقت للحوار. وأضاف في البيان أيضاً أنه أبلغ مسؤولة العلاقات العامة في القناة أنّه «لا حدود للأسئلة ويستطيعون توجيه أي سؤال لي، وأنا على أتم الاستعداد للرد، فأبلغتني المسؤولة أنّ اللقاء لن يكون مناظرة أو معركة، بل محاولة لتقريب وجهات النظر».
وكشف أنّه فوجئ مساء أول من أمس برسالة على هاتفه تكشف سبباً آخر لإلغاء الحلقة، هو كليب «إخوانجي» الذي قدّمه في آخر حلقات برنامجه، وانتقد فيه بسخرية مواقف «الإخوان المسلمين» السياسية. ورأى يوسف هذه الخطوة بمثابة إعادة إحياء لتصرّفات الحزب الوطني المنحل، لكن باسم جديد هو «الحرية والعدالة» أي الذراع السياسية للجماعة السياسية الشهيرة. وأشار في بيانه إلى أنه وجّه انتقادات حادة إلى كل التيارات التي شاركت في الانتخابات، ومن بينها «الكتلة المصرية» التي تضمّ «حزب المصريين الأحرار» الذي أسسه نجيب ساويرس (صاحب قناة «أون. تي. في» التي تعرض برنامج يوسف).
ويبقى الأغرب أنّ قناة «الناس» لم تنزعج من انتقادات باسم يوسف للتيار السلفي و«حزب النور»، بل ضاق صدرها عندما تعرّض للسخرية من «الإخوان المسلمين». وبالتالي، إن الغاء برنامج تلفزيوني بسبب كليب ساخر يعني أن عصر الفراعنة لم ينته بعد في مصر رغم مرور عام على قيام الثورة.



يا واد يا مؤمن

بسرعة البرق، اشتهر الشيخ خالد عبد الله مقدّم برنامج «مصر الجديد». أما السبب، فهو انتقاده اللاذع لأنصار التيار الليبرالي في مصر، وخصوصاً محمد البرادعي، فكان يشكّك دائماً في التزاماته الدينية، حتى سخر منه في إحدى المرات قائلاً له: «يا واد يا مؤمن». هكذا بدأت الانتقادات تنهال على عبد الله بعدم تقبّل الرأي الآخر، وتخوين الآخرين. لكن يبدو أنه اختار أخيراً تغيير هذه الصورة، محاولاً الانفتاح على التيارات الأخرى، فاستقبل النائب عمرو حمزاوي. وكان من المفترض أن يستقبل باسم يوسف. لكن يبدو أن إلغاء الحلقة مع هذا الأخير أضاع كل جهود الشيخ خالد وأعاده إلى النقطة الصفر.