بعد أشهر على تأسيس جمعية «بغداد الفتاة» بمشاركة نخبة من المبدعين العراقيين، دشنت الجمعية حملتها الأولى بعنوان «الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية» مع بيان شدّد فيه الموقّعون على الانعكاسات المدمرة للطائفية على بنية المجتمع ونخبه السياسية.
وبعد لقاء دام ساعات عبر شبكة الانترنت، إلتقى مثقفون عراقيون يقيمون في عواصم عدة من العالم ليخرجوا بموقف إزاء الظروف العصيبة التي تشهدها بلاد الرافدين حيث التوتر الطائفي بلغ أوجه.
وخلص الموقعون إلى نقاط أساسية أهمها أنّ «هويتنا العراقية تجمعنا. نحن مواطنون عراقيون للعراق ولسنا رعية لأحد. نحن عراقيون على اختلاف أدياننا وطوائفنا وقومياتنا، والعراق بيتنا. الطائفية عنصرية وقوانين العالم المتحضر تعاقب على السلوك العنصري والطائفي. نحمي مستقبل العراق بالانتماء الى العراق وتعزيز المواطنة. هوياتنا الفرعية ـــ طوائفنا الموروثة وقومياتنا ــــ تعزز انتماءنا إلى العراق وحده. من أجل مستقبل الأبناء، نحمي التجربة الديموقراطية من وباء الطائفية. دم العراقي على العراقي هو الجرم الأكبر في بلادنا، وعلينا أن نعمل معاً من أجل وقف النزيف». ودعوا إلى «العناية بمناهج التعليم ابتداءً من أولى المراحل الدراسية. لنعلم صغارنا الانتماء إلى العراق ولا شيء سوى العراق. ولنعد النظر في المناهج المدرسية التي تتضمن إشارات طائفية. (...) وندعو أخوتنا وأخواتنا الذين يشتغلون في التربية والتعليم إلى مؤازرة «الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية» بالعديد من الوسائل البسيطة والممكنة». وشدّدوا على «تبني ثقافة فصل الدين عن الدولة ووضع احترام المواطن فوق كل اعتبار مهما كانت انتماءته». واعتبر الموقّعون أنّ ذلك يتحقّق من خلال «الدعوة إلى سن قانون يحرم السؤال عن الدين، والانتماء والجنس، بل ويجرمه». وتوقّف الموقّعون ملياً عند دور الإعلام المفصلي في نبذ التفكير الطائفي. إذ طالبوا وسائل الإعلام بـ «نبذ الطائفية في مؤسساتهم وتبني الخطاب الوطني. ونرجو أن يكون الإعلام العراقي رقيباً على أداء السياسيين وغير السياسيين في هذا الخصوص».
وأخيراً ترحّم أعضاء المجموعة على «شهداء العراق، وخصوصاً ضحايا العنف الطائفي الذين قضوا نتيجة متاجرات رخيصة لجهات طائفية بغيضة». وذكّروا بـ «الأعداد الهائلة من الأرامل، واليتامى، ومن المعاقين والأمهات الثكالى بسبب العنف الطائفي (...) لنقف معاً ضد ثقافة قمع الآخر المختلف طائفياً، وضد فرض اللون الواحد، وضد الإشارات الطائفية في أحاديث الساسة والناس. هذه البلاد بلادنا جميعاً، وهي لن تعمر وتنمو إذا لم نرفع أيدينا احتجاجاً اليوم على مشروع ذبحنا الطائفي المستمر». وختمت الجمعية بأنّها ستواصل مكافحة آفة الطائفية بمختلف الوسائل السلمية
المتاحة.

بيان جمعية «بغداد الفتاة» من أجل «الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية»