«تهدف الرابطة في الدرجة الأولى إلى التخلّص من الاتحادات والنقابات الصفراء»، يقول صادق جلال العظم لـ«الأخبار». المفكّر السوري الذي كان من بين الساعين إلى تأسيس «رابطة الكتاب السوريين»، يعدّها «اتحاداً مستقلاً يريد تخطّي حقبة الاتحادات المرتبطة بالأنظمة». ويأمل صاحب «ذهنيّة التحريم» أن تمهّد هذه الخطوة لتشجيع المهندسين والمحامين على تأليف «اتحادات حرة تمثلهم في سوريا الديموقراطية».
وعن كيفية دعم «الثورة السورية» كما ذكر البيان التأسيسي، يرى العظم أنّ ذلك يتأسس «عبر مشاركة بعض أعضائها في الحراك الميداني، وعبر ترسيخ القواعد الثقافية للانتقال من النظام الشمولي إلى النظام الديموقراطي التعددي». ورأى أنّ الإمكانيات المتاحة أمام «رابطة الكتّاب السوريين» تتبلور في المراهنة الجدية على التغيير. وعن عدم تحديد الرابطة لموقفها من العلمانية، أكّد صاحب «نقد الفكر الديني» أنّ «الرابطة لا تسعى إلى تبنّي مواقف جاهزة كتلك المواقف التي كانت تطرحها عادة النقابات والاتحادات الأدبية، كالموقف من محاربة الإمبريالية. والهدف من وراء ذلك الخروج من الشعارات الفضفاضة التي لم تجدِ. وهذا لا يعني أنّنا ضدّ العلمانية، بل على العكس، فإنّ غالبية أعضاء الرابطة تتبنى مواقف تقدميّة بشأن هذه القضية الجوهرية بالنسبة إلى كثيرين. وبرأيي، فإنّ المأسسة المدنية للمجتمع السوري ستقود تلقائياً إلى العلمانية».
ولكن لماذا استُبعد أدونيس؟ يؤكّد العظم أنّه لا أحد يستبعد الشاعر السوري، وأنّ مجال الانتساب إلى الرابطة مفتوح لكل الكتّاب السوريين. لكنّه يستدرك: «أعتقد أنّ بعض الجهات في باريس اتصلت به، ولم يتجاوب معها ربما. وبرأيي، فإنّ المواقف التي اتخذها أدونيس من الثورة السورية تتّصف بالغموض وعدم الوضوح، وقد تكون أسهمت في عدم وجوده بين أعضاء الرابطة».
أهمّ القضايا التي تطرق إليها بيان الرابطة التأسيسي، بحسب العظم، تتعلّق باستقلاليتها، ويشير إلى أنّ الرابطة «ليس لها جهات مموّلة، والتمويل يعتمد على الجهد الفردي واشتراكات الأعضاء».